الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأولى بالزوجين التفاهم في كل ما يتعلق بحياتهما الزوجية بعيدا عن العصبية

السؤال

أنا متزوجة منذ أكثر من 4 سنوات، وكثيرا ما يتهمني زوجي بأني مقصرة في حقه الشرعي. وإذا سألته هل طلبتني فرفضت، يقول لي إنه ليس فرضا عليه أن يطلبني في كل مرة، وأن علي أنا الأخرى أن أقوم بذلك. وإذا أجبته بأن شهوة المرأة غير شهوة الرجل، يطلب مني أن أتظاهر. فإذا تظاهرت مرة، يريدني أن أتظاهر مرات أخرى، وإذا لم أفعل يتهمني بالتقصير.
كما أنه يطلب مني في أغلب الأوقات أن أمارس معه "الجنس الفموي" وهو ما يشعرني بالتقزز، فإذا فعلت ذلك عدة مرات، لا أستطيع أن أواصل، ويتضجر مني، ويقول إني لا أريد أن أرضيه، وأن هذا ما يشعره بالسعادة.
وهو الآن يقول لي إني روتينية، وإنه قد ملَّ مني؛ لأني لا أبحث عن الجديد في عالم العلاقات الجنسية، فأجد أوضاعا جديدة، ويقول إني لا أريد التغيير.
وعذرا على الإطالة، ولكني أرسل لكم وبيتي على حافة الانهيار، فأرجو المساعدة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيجمل، ويحسن بكل من الزوجين أن يأتي ما يمكن أن يكون سببا في حسن العشرة، ودوام الزوجية بما لا يخالف المألوف، ولا يصادم الشرع، ومن ذلك التزين والتجمل، كما قال ابن عباس -رضي الله عنهما-: إني لأحب أن أتزين للمرأة، كما أحب أن تتزين لي المرأة؛ لأن الله تعالى يقول: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة:228}.

وكذلك اجتناب ما يمكن أن يؤدي إلى النفور من الروائح الكريهة ونحو ذلك، حتى إن الفقهاء قد نصوا على أنه يجب على الزوجة إزالة ما فيه استقذار كالرائحة الكريهة، والشعر.

قال ابن حجر الهيتمي -رحمه الله تعالى- في التحفة، وهو يبين ما يجب على المرأة أن تطيع زوجها فيه، فإن أبت فله إجبارها، قال: له إجبارها على ترك أكل بصل نيئ، وإزالة وسخ، وشعر ولو بنحو إبط، وظفر ككل منفر عن كمال التمتع (في الأظهر) لما في مخالفة كل ما ذكر من الاستقذار. اهـ. ولكن لا يلزم الزوجة شرعا أن تطلب من زوجها أن يجامعها؛ فالغالب في المرأة أن يمنعها حياؤها من التصريح بذلك، والحياء خير كله.

وأما ما يسمى الجنس الفموي، وحكم طاعة الزوجة زوجها فيه، فيمكنك أن تراجعي فيه الفتوى رقم: 275113. والأولى بالزوجين على كل حال الحرص على الاحترام المتبادل بينهما، والتفاهم في كل ما يتعلق بحياتهما الزوجية، بعيدا عن العصبية والتشنج، وفتح المجال للشيطان ليكدر عليهما صفو حياتهما الزوجية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني