الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجود العذرية لا يعني عفة الفتاة وفقدانها لا يعني انحرافها

السؤال

كنت أريد فتوى تختص بكشف العذرية، وقد قرأت على موقع سيادتكم أنه حرام، بسبب كشف العورة لإجراء مثل هذا الفحص، ولكن سيدي الفاضل، ومن خلال ما قرأته على صفحات النت، فإن نسبة لا بأس بها من الفتيات يقعن في المحذور، وبعد ذلك يقمن بإجراء عملية للستر كما يدعون، وإني والله لا أجد مشكلة في التزوج بمن تابت، ولكنها النزعة الرجولية التي ترفض أن يستخف بعقلي.
أما وقد بينت سبب شكي، واتجاهي لمثل هذا الأمر، أحب أن أضيف أني مستند إلى قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام حينما سأل ربه أن يريه كيفية إحياء الموتى، وهو ليس بشك، ولكن للاطمئنان، لربط يقين القلب بيقين العين، إعمالا لهذا، أليس من الأفضل أن تقوم المرأة بإجراء فحص يثبت عفتها؟
كما أرجو تعريف الستر ومتى يكون في غير موضعه؟
هذه استفساراتي، أرجو أن أجد منكم ما يريح قلبي.
ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما يرومه السائل من حصول الطمأنينة، لا يمكن تحقيقه بكشف العذرية؛ لأن الكشف إن ظهر منه وجود العذرية، فهذا لا يعني بالضرورة عفة الفتاة، فقد تكون مارست علاقة محرمة لم تبلغ فقد العذرية! وفي المقابل فإن عدم وجود العذرية لا يدل بالضرورة على انحراف الفتاة، وارتكابها للفاحشة، فقد تفقد العذرية لأسباب غير الجماع، وهذا أيضا أمر معروف.

وبهذا يتضح خطأ السائل في تقدير دلالة هذا النوع من الكشف، فضلا عن الاستدلال بقصة الخليل إبراهيم عليه الصلاة والسلام!!

وعليه؛ فلا يعد ما ذكره السائل ضرورة مبيحة لكشف العورة ـ ولا سيما المغلظة ـ فنبقى على الأصل وهو حرمة كشفها، كما أشار إليه السائل.

وراجع للفائدة الفتويين: 97001، 118708.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني