الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الماء المنفصل عن النجاسة أو الذي في أرض الحمام

السؤال

أرجو منكم الجواب الشافي لأني حقيقة قد فاض بي الكيل؛ فأنا أصبحت أنتظر أربعة أيام لكي أدخل الخلاء للغائط، لأني كلما دخلت لا بد أن أستحم، فكلما جلست أشعر أثناء اندفاع الماء بأني قد انتقل الماء من محله إلى مناطق أخرى لا يصل إليها الماء فأقوم وأستحم، وأغسل المرحاض والأرض، ثم أثناء استحمامي في (البانيو) أضطر لغسله بعد الاستحمام مخافة الماء المنطلق من جسمي على جدرانه وعلى الأرض، فأغسل الأرض أيضا، كما أني أصبحت أعاني من مشكلة الشك في أرضية الحمام وما بها من ماء، حيث إن (السيفون) عند شده يندفع الماء، وأحيانا يخرج إلى الخارج في كل مرة، وكلما قلت لأهلي قالوا لي: أنت هكذا تكرِّهنا في الدين، ولا تتشدد! هذه أشياء بسيطة، فأصبحت أنزل لأتوضأ بالمسجد، وأحيانا يرفض أبى ذلك.
فأرجوكم دلوني ماذا أفعل؟ مع العلم أني لست شاكا فيما سبق، فهل هذا يعتبر من الحرج عليّ، وبإمكاني عدم القيام به؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما تذكره دليل واضح على أن الوسواس قد تمكن منك، والذي ننصحك به هو: أن تبتعد عن الوساوس، وأن تعرض عنها، وألا تعيرها اهتمامًا، وانظر الفتوى رقم: 51601.

والماء الذي تستنجي به إذا انفصل عن النجاسة بعد إزالتها أو انفصل غير متغير بها أو شككت في كونه لاقى النجاسة أو لا: فهو محكوم بطهارته، ولا تحكم بنجاسته إلا بيقين جازم، والماء الذي في أرضية الحمام الأصل طهارته، ولا يحكم بنجاسته إلا إذا رأيته متغيرًا بالنجاسة، وانظر الفتوى رقم: 121334.

والماء الذي ينفصل عن بدنك عند اغتسالك ماء طاهر، فلا داعي لغسل المستحم أو غيره منه.

والحاصل: أن كل هذه وساوس؛ عليك بمدافعتها، وألا تسترسل معها؛ لأن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني