الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تبطل الصلاة بترك سجود السهو البعدي جهلا

السؤال

في صلاة الفجر شككت قبل التشهد أو أثناءه هل سجدت سجدة أم سجدتين، ولكن ترجح عندي بنسبة كبيرة جدا أني سجدت سجدتين، فقلت هذا من وسوسة الشيطان وأتممت التشهد وسلمت ولم أسجد للسهو.
ثم قرأت هذا القول للشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ:
"ولا يخلو الشك في الصلاة من حالين: الحال الأولى: أن يترجَّح عنده أحد الأمرين فيعمل بما ترجَّح عنده، فيتم عليه صلاته ويسلِّم، ثم يسجد للسهو ويسلِّم.
مثال ذلك: شخص يصلِّي الظهر فشكَّ في الركعة هل هي الثانية أو الثالثة لكن ترجَّح عنده أنها الثالثة، فإنه يجعلها الثالثة فيأتي بعدها بركعة ويسلِّم، ثم يسجد للسهو ويسلِّم.
دليل ذلك: ما ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث عبدالله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «إذا شكَّ أحدكم في صلاته فليتحرَّ الصواب فليتم عليه، ثم ليسلم، ثم يسجد سجدتين» هذا لفظ البخاري."
وهو موافق لحالي ولكني لم أسجد للسهو فماذا علي الآن؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمفتى به عندنا أن من شك في صلاته يبني على الأقل مطلقا ويسجد قبل السلام، وانظر الفتوى رقم: 170943، وأما بناء على ما رجحه الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ فإن الذي كان يلزمك هو ما ذكره من البناء على الأكثر الذي هو غالب ظنك ثم تسجد للسهو بعد السلام، وحيث تركت سجود السهو البعدي جهلا فصلاتك صحيحة ولا يلزمك شيء، وذلك لأن الصلاة لا تبطل بترك الواجبات جهلا كما لا تبطل بتعمد ترك سجود السهو الذي محل أفضليته بعد السلام على القول بوجوب سجود السهو، وأما على القول بأنه سنة مطلقا فلا إشكال في صحة صلاتك، وانظر الفتوى رقم: 242632.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني