الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المال المسروق يبقى في الذمة حتى يتيسر سداده

السؤال

أنا شاب من مصر أبلغ من العمر25 عاما، وقد قمت بالعمل في عدة مجالات منذ كان عمري 19 عاما، وللأسف قد سرقت خلال هذه السنوات مبلغا ضخما يقارب الـ 150 ألف جنيه مصري، وبعض من قمت بسرقتهم أعلم كم سرقت منهم، والبعض الآخر لا أعلم كم سرقت منهم، وأنا لا أجد عملا، وأريد أن أسدد كل هذه المبالغ، وأنا حاصل على مؤهل عال، وأي عمل أجده لا أستطيع أن أوفر منه قرشا واحدا لضآلة الراتب وعدم استقرار الوظيفة أيضا، منذ 5 سنين وأنا أعيش في عذاب، أتمنى أن أنام وأرتاح، وأن أصلي براحة وبضمير، وأن أموت وأنا مرتاح، أنا كل ملابسي وتقريبا كل ما أملك من هذا المال الحرام، ولا أدري ماذا أفعل؟ فكرت في أخذ قرض وفتح مشروع، فوجدت أن القروض حرام، ولا مكان أقترض منه أي قرش حلال! ووالدي فقير. وأتمنى أن أتزوج وأعف نفسي في زمن الفتن.
أغيثوني أغاثكم الله، وأفيدوني بكلام ورد عملي -أثابكم الله-.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله سبحانه أن يغير حالك، ويغنيك من فضله، ويفتح لك من أبواب رزقه بفضله وكرمه.
ونوصيك بالاستمرار في البحث الجاد عن عمل مثمر مباح، وأن تجتهد وأن تري الله من نفسك خيرًا.
وبخصوص أموال الناس: فهي باقية في ذمتك حتى يتيسر لك سدادها، ما لم يعف عنك أصحابها، فعليك أن تعزم عزمًا أكيدًا على سدادها إليهم متى تيسر لك ذلك، مع كثرة الدعاء والاستغفار لك ولهم، فإن تيسر لك السداد فافعل، وما لم تعلم قدره من أموالهم على وجه التحديد، فحينئذ عليك بالاجتهاد في تقديره بما يغلب على ظنك أنه يبرئ ذمتك. وأما ما جهلت أصحابه فتصدق به عنهم.
وانظر لمزيد الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 6420 ، 143531، 94989، وإحالاتها.
وبشأن الزواج راجع الفتوى رقم: 67262.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني