الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أجهضت حملها في الشهر الأول فما حكمها وهل يجب إخبار الزوج

السؤال

أجهضت حملي في الشهر الأول، تم ذلك بعد طلاقي من زوجي، وبغير علمه.
ما كفارتي؟ وهل يجب إعلامه بالأمر ليتجاوز، ويصفح عني، مع العلم أن هذا يصعب علي كثيرا، فلا علاقة لي به الآن؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالإجهاض محرم في أي مرحلة من مراحل الجنين، على الراجح عندنا، وقد بيناه بالفتوى رقم: 44731.

فإن أقدمت على إجهاض هذا الجنين بغير عذر شرعي، فأنت آثمة، تجب عليك التوبة النصوح. وقد جنيت أيضا على أبيه، فإنه ابنه أيضا، ولذلك منع القرآن الزوجة من فطام الطفل قبل الحولين من غير مشورة أبيه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -عند قوله تعالى: فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا البقرة:233}ـ : وذلك يدل على أنه لا يفصل إلا برضى الأبوين, فلو أراد أحدهما الإتمام، والآخر الفصال قبل ذلك، كان الأمر لمن أراد الإتمام؛ لأنه قال تعالى: وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ{البقرة:233}. اهـ.

فمن تمام التوبة استسماح الزوج ولو بكلام عام دون ذكر الإجهاض، وإن خشيت أن يترتب على ذلك مفسدة أعظم، فأكثري من الدعاء له، وانظري الفتوى رقم: 274186.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني