الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

سؤالي بارك الله فيكم هو: أنني قرأت مقولة للصحابي طلحة بن عبيد الله حيث يقول: من أراد أن يقلل من معرفة الناس لعيوبه فليجلس في بيته، فمن خالط الناس سلب دينه ولا يشعر، فأردت منكم أن تفسروا معناها، فقد سببت لي الكثير من المتاعب النفسية، وكره الناس.
وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلم نقف على هذا الأثر بهذا اللفظ فيما اطلعنا عليه، ولكن أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب العزلة والانفراد ما يقارب معنى الشطر الأول منه: قَالَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ: "إِنَّ أَقَلَّ الْعَيْبِ عَلَى امْرِئٍ أَنْ يَجْلِسَ فِي بَيْتِهِ" ونقل الشيخ مشهور سلمان تصحيحه عن ابن حجر والبوصيري.

وعزاه الشيخ مشهور إلى وكيع، وابن أبي عاصم، وأبي داود، وهناد في الزهد، وابن سعد في الطبقات، والخرائطي في مكارم الأخلاق.

وقد رواه الخرائطي بلفظ آخر عن موسى بن طلحة، عن أبيه، قال: "إن من فضل الرجل وسؤدده، وقلة العتب عليه، جلوسه في فناء بابه، وربما قال: في فناء داره".

ولا يلزم من الأثر تفضيل العزلة مطلقا، ولكنه أفاد أن المخالط يكثر الكلام في عيبه أكثر من المعتزل، ولكن قد يكون للخلطة فوائد أخرى، كدعوة الناس إلى الله، والصبر على أذاهم، وشهود الجماعات، وغير ذلك،

وللعلماء تفصيل في المقارنة بين العزلة والخلطة بيناها بالفتوى رقم: 197523.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني