الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إزالة النجاسة إنما تشترط مع العلم والقدرة

السؤال

أنا طالب جامعي, غالبا ما أكون خارج المنزل من الصباح وحتى المساء, وفي وقت انتظاري لإحدى المحاضرات أذن للمغرب, وكانت ملابسي قد أصابتها بعض النجاسة التي لا يمكن إزالتها, ففكرت بالعودة للمنزل لتغيير ملابسي والعودة مرة أخرى، فلم أستطع لعدم توفر وسيلة نقل في هذا الوقت، مع العلم أن محل اقامتي ليس قريبا من الجامعة, فصليت المغرب على حالتي من غير طهارة, ولم أصل العشاء إلا بعد عودتي للمنزل؛ حيث قمت بإعادة المغرب ثم صليت العشاء, فما حكم فعلي؟ وما الواجب على من خاف ضياع وقت الصلاة ولم يستطع الطهارة لها؟.
أفيدونا أفادكم الله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذه النجاسة إن كانت عينية كأن كان لها لون أو رائحة فالواجب إزالة عينها، فتصب الماء عليها حتى تعلم زوال عين تلك النجاسة، وإن كانت نجاسة حكمية كالبول والمذي فالواجب جريان الماء على موضع تلك النجاسة حتى يغمرها، وليس هذا عسيرا فيما يظهر، وراجع الفتوى رقم: 71255، وعلى كل حال فلو فرض أنك عجزت عن إزالة تلك النجاسة أو تخفيفها فصلاتك والحال هذه صحيحة؛ لأن إزالة النجاسة إنما تشترط مع العلم والقدرة، وانظر الفتوى رقم: 111752، وأما إن كان في مقدورك إزالة تلك النجاسة فلا تصح صلاتك، وإذ قد أعدت تلك الصلاة فقد برئت ذمتك بكل حال، ومن خاف خروج وقت الصلاة وهو عاجز عن إزالة النجاسة فإنه يصلي على حسب حاله على ما قدمنا، وأما إن كان عاجزا عن الوضوء أو الغسل فإنه يتيمم لقوله تعالى: فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ {النساء:43}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني