الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدواء النافع للوسوسة هو الإعراض الكلي عنها

السؤال

مشكلتي كل حين الشيطان يسب ...في نفسي أني متعذبة، والشيطان يوسوس لي بأشياء أفعلها حتى أثبت أني بريئة، فأظن أني نسيت الاستعاذة. ماذا أفعل هل ذلك شرك؟ هل أفعل ما وسوس لي به الشيطان أم أتجاهله؟ هل حين أتجاهله حتى أشفى يكون شركا؟ ما العمل؟
كنت أتصفح اليوتيوب، ورأيت المشاهير كيف أصبحوا حين صاروا عجائز، وفجأة أتى فيديو لم أفتحه، لكن الصورة الخارجية خليعة، حسبي الله ونعم الوكيل، ووجدت نفسي يوسوس لي الشيطان بخاطر قبيح كأنه يجرني للسحاق، والنظر بطريقة شهوانية، ولا أدري ماذا وكأنه يحرك في الشهوة، وأظنه- وأنا الحق أشك ونسيت- فهو قادر على ذلك، وسوس لي بأفعال قبيحة كأنها سحاق، وأفعال قبح، وفيها خبث، وشر، وحرام طبعا نسيت، ثم وسوس وساوس شرك؛ لأني أشاهد الكمبيوتر ورأسي منحني عادي وقتها، لكن وسواسي، وكأنه يصرف العبادة لتلك الصورة وقال: أنت منحنية، أنت مشركة. تجاهلته، وكأن شيئا لم يكن، وواصلت، لكن قال أشركت، وطردت من رحمة الله، وذهبت أستغفر وأتوب، وهي طبعا ليست أمامي، فأنا أول ما رأيتها أزحتها، ولا أتذكر أي مظهر من مظاهر الخلع فيها؛ لأني لما نظرت لمن هم مثلي خفت، وتجاهلت، ولكن شعرت بشيء نزل مني، فخفت من السحاق أنا نسيت هل استعذت أم لا؟ لكن أطرد الوساوس كالعادة بالتجاهل، وأظن أني استعذت طول الوسوسة، ثم إني لم أنظر لكن شاهدت فيديو عادي، لا حرج فيه، لكن ذلك الفيديو بجانبه، والوساوس تقول علي أن أترك الكمبيوتر والإشراك لأني منحنية.
أرجوكم هل عملت بما في نفسي كلما انحنيت أمام حاسوبي، أني جددت التوبة، وأستغفر لكن خوفي من الشرك شديد.
أريد إجابة تفسر لي كيف أكون عملت بما في نفسي، إني ذهبت للتوبة، وقرأت عن السحاق لم أفعل شيئا، لكن موسوسة هل بريئة من الشرك؟ هل ديني سليم؟
ما في نفسي عظيم، وأشك أن أكون عملت بما في نفسي.
لا تحيلوني لإجابات سابقة.
أرجوكم إجابة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالواجب عليك هو الإعراض الكلي عن هذه الوساوس، وعليك بغض البصر عن صور العصاة، والعراة. واعملي بفتوى ابن حجر الهيتمي في شأن الوسواس.

فقد سئل -رحمه الله- عن داء الوسوسة هل له دواء؟ فأجاب: له دواء نافع وهو الإعراض عنها جملة كافية، وإن كان في النفس من التردد ما كان فإنه متى لم يلتفت لذلك لم يثبت، بل يذهب بعد زمن قليل، كما جرب ذلك الموفقون، وأما من أصغى إليها، وعمل بقضيتها فإنها لا تزال تزداد به حتى تخرجه إلى حيز المجانين، بل وأقبح منهم، كما شاهدناه في كثيرين ممن ابتلوا بها، وأصغوا إليها وإلى شيطانها... وجاء في الصحيحين ما يؤيد ما ذكرته، وهو أن من ابتلي بالوسوسة فليستعذ بالله، ولينته. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني