الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأدب والدعاء عند رؤية المبتلى

السؤال

عند رؤية شخص مبتلى، لا أواجهه بقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، بل أسرها في نفسي، وأقول مما ابتلاه به.
وأيضا إذا تحدثت مع شخص أمام مبتلى، أقول الحمد لله الذي عافانا مما ابتلاه به.
هل تعتبر هذه غيبة؛ لأنني لم أواجهه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فيشرع لمن رأى مصابا أن يستعيذ بالله من مثل ما أصيب به المبتلى، وبذلك يؤمنه الله من البلاء؛ لما في الحديث: من رأى مبتلى، فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به، وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا، لم يصبه ذلك البلاء. رواه الترمذي وحسنه الألباني.

وما تقومين به من إسرار هذا الدعاء، هو الصواب، خاصة إذا كان الابتلاء في الخَلق، فإن الجهر به قد يؤذي المبتلى.

جاء في الأذكار للنووي: قال العلماء من أصحابنا وغيرهم: ينبغي أن يقول هذا الذكر سرا بحيث يسمع نفسه، ولا يسمعه المبتلى؛ لئلا يتألم قلبه بذلك، إلا أن تكون بليته معصية، فلا بأس أن يسمعه ذلك إن لم يخف من ذلك مفسدة. اهـ.

ولا غيبة إطلاقا في حكاية هذا الدعاء عند ورود سببه، وإنما الغيبة فيما إذا حصل كلام في المبتلى لا يحبه، أو انتقاص، أو سخرية منه في غيابه، أو نحو ذلك..

ثم إن الإتيان بالدعاء بصيغة الغائب ( مما ابتلاه ) لا حرج فيه، وقد ورد الدعاء بهذه الصيغة في بعض الروايات، حيث رواه بها البيهقي في شعب الإيمان، والطيالسي في مسنده وغيرهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني