الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من يشعر بنزول مذي أو ودي بعد انتهاء الصلاة

السؤال

أتوضأ جيدا وأذهب للصلاة، وبعد الانتهاء أشعر بنزول مذي أو ودي، ولا أعرف الفرق بينها، ولكنني بعد الوضوء أتأكد جيدا من عدم نزول شيء، فما حكم الصلاة؟ وهل تُعاد أم لا؟ وما العمل؟ وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فأما عن قولك إنك لا تعرف الفرق بين المذي والودي: فننبهك فيه أولا إلى أنه ليس من فرق كبير بينهما، فكلاهما نجس وناقض للوضوء، ولمعرفة التمييز بينهما يمكنك مراجعة الفتوى رقم: 121499.

وأما عن قولك أتوضأ جيدا وأذهب للصلاة وبعد الانتهاء أشعر بنزول مذي أو ودي... فظاهره أن شعورك هذا يحصل بعد انتهائك من الصلاة، لأنها آخر شيء ذكرته، وإذا كان الأمر كذلك فلا معنى لسؤالك عما إذا كانت هذه الصلاة تعاد أم لا تعاد! لأنها قد كملت قبل نزول أي شيء، فلا معنى لإعادتها في هذه الحالة.
ولو فرض أنك تقصد بما ذكرته أنك تشك أثناء الصلاة ثم بعد الانتهاء منها تتأكد أنه لم ينزل منك شيء، فالحكم في هذا أنك تستمر في صلاتك ولا تقطعها حتى تتحقق مما شككت فيه، وهي صحيحة إذا لم يحصل لك يقين بحصول ما يفسدها، فقد جاء في الصحيحين وغيرهما: شُكِيَ إلى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الرَّجُلُ، يُخَيَّلُ إِليْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيءَ فِي الصَّلَاةِ، قَالَ: لا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا أَوْ يَجِدَ رِيحًا.

قال السيوطي في شرحه على صحيح مسلم: حَتَّى يعلم وجود أَحدهمَا، وَلَا يشْتَرط السماع والشم بِإِجْمَاع الْمُسلمين. انتهى.

وكذا الحال في الشك الطارئ بعد انتهاء العبادة، فقد جاء في حاشية العدوي المالكي على الخرشي: متى شك بعد الفراغ فلا يطالب بالإعادة إلا إذا تيقن الحدث، لا إن بقي على شكه أو تيقن الطهارة.

والعمل في هذه الحالة هو الإعراض عن الأوهام والشكوك، فإن تتبعها يجر إلى ما لا تحمد عقباه وهو أهم ما تعالج به.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني