الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتصرف مع زوجته الناشز ويخلص ابنته من سوء التربية

السؤال

بارك الله فيكم بالنسبة لما سألتكم عنه في الفتوى رقم: 2536065، وقد أجبتموني بأجوبة لغيري أو مطابقة كما قال المجيب، ولكن مشكلتي تختلف جدا عن باقي الفتاوى، لأنني أعيش في بلد مثل أستراليا ولن ينصفوني في مشكلتي، وإن قلت إنني أريد الطلاق للحكومة فسوف يقولون لي ادفع المؤخر مباشرة، ولا توجد هنا مؤسسة إسلامية تستطيع أن تطلق أو تخلع رسميا، وأصلا لا يرفع الأذان هنا أيضا، لأنه ممنوع فما بالكم بتطبيق قانون إسلامي! وبالنسبة لزوجتي الناشز: فإنها تخرج مع رجال ولا أعلم إن كانت تقيم علاقات معهم، لأن هذا البلد فيه حرية متناهية للمرأة، وأهلها على علم بأنها تعيش وحدها هنا ويشجعونها على ذلك وتلبس ملابس.... حالها حال الأستراليات، وهذا لا يناسبني وليس لدي أدنى دليل بأنها تمارس الفاحشة، ولذلك لا تصلح لي زوجة، وهي تعرف ذلك، ولا يوجد قانون يستطيع أن يفصلنا شرعيا بمقتضى الخلع هنا وهي لا تهتم، ولا أعرف أين تعيش، وقد حاولت الاتصال بها عن طريق التليفون، وهذا يمكن أن يكون دليلا ضدي هنا في القانون الأسترالي لأنها تستطيع أن تقول إنني أضايقها وترفع علي دعوى في المحكمة وتربحها، وهي ناشز، ولكنها لا تزال على ذمتي وهي لا تبالي بمخافتها لرب العالمين، فكيف أطلقها والمؤخر الذي كتبته على نفسي، وابنتي عند أهلها ولا يسمحون لأهلي أن يتقربوا منها ولا يوجد قانون يمنعهم لأنهم من المتمكنين هناك، وأهلي فقراء يخافون. ولا أستطيع أن أذهب هناك لأنهم هددوني ولا أأمن غدرهم، فما الحل في رأيكم؟ وهل أطلقها غيابيا؟ وكيف أدفع المؤخر إن طلقتها غيابيا وأنا لا أستطيع ذلك؟ وهل أنتظر حتى يحدث الله أمرا؟ وابنتي ماذا أعمل معها وهي في يد لا تخاف الله وسوف يفسدون عليها دينها عندما تكبر وأنا لا أستطيع الوصول إليها، وأنتم تقولون لي عن طريق الفتاوى التي بعثتموها أن ألجأ إلى القانون، وليس هناك قانون أستطيع من خلاله أن أعمل أي شيء؟ وكتبت هذا لأنني أثق بكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على ثقتك بموقعنا، ونسأل الله لنا ولك التوفيق، ولا شك في أن ما أنت فيه من البلاء العظيم بأن تكون زوجتك على هذا الحال من الفسق والفوضى وعدم المبالاة، فنسأل الله أن يفرج همك وينفس كربك ويصلح لك زوجك، فالدعاء من أهم ما نوصيك به، تدعو لنفسك بالخلاص، وتدعو لها بالتوبة والصلاح، فربنا خير مسؤول وخير مجيب، قال تعالى: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.

فابحث عن سبيل لتسليط بعض الصالحات عليها عسى أن يجري الله الخير على يديها ويوفقها إلى استمالة قلبها والتأثير عليها، ولا تيأس، قال تعالى: وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.

والطلاق بيد الزوج، فلا يشترط أن يكون عند قاض، أو عالم، أو إمام مسجد، ولا يشترط له أيضا علم الزوجة، فإذا طلقتها وقع الطلاق علمت به المرأة أو لم تعلم، ويستحب الإشهاد عليه، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 143677، 65954، 10423.

وإن لم تكن قادرا على دفع مؤخر الصداق لها، فإنه يبقى دينا في ذمتك حتى ييسر الله أمرك، قال تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ... الآية{البقرة:280}.

وأما ابنتك: فابذل جهدك في سبيل التواصل معها تعاهدها بالرعاية والتوجيه الحسن، وننبه إلى خطورة الإقامة في بلاد الكفر وما في ذلك من الحرج على المسلم وضعف سلطانه على أهله، ومن هنا حذر العلماء من الإقامة هنالك لغير ضرورة أو حاجة، وانظر الفتوى رقم: 2007.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني