الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضرر وساوس الشيطان في غير العبادات

السؤال

نعرف أن الوسواس من الشيطان، وأن الشيطان إذا وسوس للإنسان فهو يريد أن يُصعّب على الإنسان العبادة إلى أن يتركها -والعياذ بالله-، ولكن أحيانًا الشيطان يُوسوس للإنسان بأشياء لا تتعلق بالدين، فَمثلًا: إذا غسلت يدي فالشيطان يُوسوس لي أنها لم تنظف، فماذا يستفيد الشيطان هُنا؟ لأنه لم يصعب علي عبادة، بل مجرد غسل يدين، فهذا لا يتعلق بالدين، وأشكر لكم حسن مُعاملتكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالشيطان عدو للإنسان، كما قال الله تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا {فاطر:6}. والشيطان يسره كل ما يوقع المسلم في الحرج والعناء، ومن ثم فلا يستغرب أن يوسوس له في أمر لا يتعلق بالعبادة ليوقعه في العنت والمشقة، قال الشيخ/ الأشقر -رحمه الله-: كما يهدف الشيطان إلى إضلال الإنسان بالكفر والذنوب، فإنه يهدف إلى إيذاء المسلم في بدنه ونفسه. اهـ

ثم ساق الشيخ بعض أدلة ذلك، ومن ذلك: مهاجمة الشيطان للرسول -صلى الله عليه وسلم- ومجيئه بشهاب من نار ليلقيه في وجهه -صلى الله عليه وسلم-، ومن ذلك: ما يريه الشيطان الإنسان من أحلام تزعجه في منامه، ومن ذلك: إحراق المنازل بالنار، وذلك بوساطة بعض الحيوانات التي يغريها بذلك؛ ففي سنن أبي داود بإسناد صحيح أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا نمتم فأطفئوا سُرُجكم، فإن الشيطان يدلّ مثل هذه (الفأرة) على هذا (السراج) فيحرقكم. ومن ذلك: إيذاؤه المولود حين يولد، واعتداؤه على الإنسان بالمس ونحوه، ونظائر هذا كثيرة قد فصلها الدكتور/ الأشقر في كتابه عالم الجن والشياطين.

فإذا علم هذا من مقصد الشيطان، وأنه يهدف إلى إيذاء الإنسان ما أمكنه لم يكن مستغربًا وسوسته للإنسان بما يضره ولو لم يتعلق بأمر الدين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني