الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المواءمة بين الدراسة والعمل والزواج

السؤال

أريد أن أقرأ في الجامعة بعد توقف دام أربع سنوات، سوف أبدأ من السنة الأولى وأنا الآن في سن 23، ونظام القراءة عن طريق الانتساب لا محاضرات ولا ذهاب إلى كلية، ومع القراءة فأنا سوف أعمل للمستقبل والزواج، فهل تنصحونني بالقراءة؟ أم ماذا؟ وماذا عن العمل؟ فأنا أعمل مع والدي منذ خمس سنوات، وأصبت بالممل والضجر، وأريد أن أغير، فهل تنصحونني بتغيير العمل؟ أم المواصلة؟ ام أصبح حرا؟ أم أعمل مع أحد غير أبي لكي أستفيد وأعرف عملا جديدا وأشخاصا، أي يكون لي عملي وحدي؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما فهمناه من كلامك هو أنك قادر على المواءمة بين الدراسة والعمل، ولديك الرغبة في الزواج، فإذا كان الحال كذلك فالذي ننصحك به هو أن تكمل دراستك في الجامعة وتعمل ـ مع ذلك ـ العمل المناسب الذي يتيسر لك، لكي تحصل ما تتزوج به وتعف نفسك، خاصة أنك شاب في مقتبل العمر، ونحن في عالم مليء بالفتن والمغريات، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب؛ من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء. متفق عليه.

فينبغي للمرء أن يحصن نفسه من هذه الفتن المنتشرة، والزواج أفضل تحصين منها؛ كما أشار عليه الصلاة والسلام في الحديث السابق.

والطريق إلى الزواج يمر غالبا عبر العمل لأنه يتطلب تكاليف وتترتب عليه نفقات وأمور تحتاج لذلك.

أما الدراسة فأهميتها معروفة، والنصوص الشرعية متضافرة في مدح العلم وأهله، والحث على تعلم مختلف العلوم النافعة.

وعليه؛ فما دام الشخص قادرا على الجمع بين الشغل والدراسة فهذا هو الأفضل والأكمل، وأنت ـ بحمد الله ـ قادر على ذلك؛ كما تقول.

أما عن مللك وضجرك من العمل مع والدك وكونك تود أن تعمل مع غيره، فننبهك هنا إلى أمرين مهمين:

1- أن الأولى لك الاستمرار في العمل مع والدك خاصة أنك ما زلت مبتدئا فيما يظهر، ولك أن تطلب منه إزالة ما يسبب لك الملل والضجر بتغيير طبيعة العمل أو نحو ذلك.

2- أن تحولك عن والدك للعمل مع غيره أمر لا حرج فيه ما دمت قد أصبحت رشيدا تحسن التصرف، وليس في ذلك عقوق له، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 212050، لكن ـ إذا أردت أن تتحول عنه ـ فليكن ذلك بكيفية لا تغضبه عليك، وإن رأيت منه ما يوحي بالغضب فتلطف معه حتى يرضى بما تريد، واجعل بره وطاعته ومشورته دائما نصب عينيك، واستعن بخبرته في كل ما تقدم عليه من أمور.

نسأل الله تعالى لك التيسير والتوفيق والسداد، وأن يعينك على البر بوالدك إضافة ما تريد من العمل والزواج والدراسة...

ويمكن التواصل مع قسم الاستشارات في موقعنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني