الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب اختلاف قول عمر وأبي هريرة عند نزول الموت بهما

السؤال

لماذا هذا الاختلاف بين خاتمة عمر بن الخطاب، وبلال بن رباح -رضي الله عنهما- بلال فرح، وعمر خائف!
1-عمر بن الخطاب:
- عن عامر، قال: لما طعن عمر -رضي الله عنه- دخل عليه ابن عباس -رضي الله عنهما- والناس عنده، فسلم، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أبشر ببشرى الله، كان لك القدم في الإسلام، وصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي وهو عنك راض، ووليت فعدلت، ثم قتلت شهيدا، قال: ويحك، أعد علي ما قلت، فأعاد، فتنفس عمر -رضي الله عنه- تنفسا كادت نفسه تخرج معه، ثم قال: " والله إن المغرور لمن غررتموه، ولو أن لي ما على الأرض من صفراء، وبيضاء لافتديت بها من هول المطلع"
- عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: " كان رأس عمر -رضي الله عنه- في حجري حين أصيب، فقال لي: " يا عبد الله ضع رأسي بالأرض، فجمعت ردائي تحت رأسه، فمات، وإن خده لعلى الأرض، وقال: ويل لعمر، وويل أمه إن لم يغفر الله له".
2 -بلال بن رباح:
قال سعيد بن عبد العزيز: لما احتضر بلال قال: غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه، قال: تقول امرأته: واويلاه! فقال: وافرحاه!

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد أجاب عن سبب هذا الاختلاف القرطبي -رحمه الله- في كتابه التذكرة، حيث ذكر كثيرا من أحوال الموتى من الأولياء، والصالحين عندما ينزل بهم الموت، ثم ختم كلامه فقال: فهذه أقاويلهم، وإنما اختلفت بحسب اختلاف أحوالهم، فغلب على بعضهم الخوف، وعلى بعضهم الرجاء، وعلى بعضهم الشوق والحب، فتكلم كل واحد منهم على مقتضى حاله، والكل صحيح، بالإضافة إلى أحوالهم. انتهى.
ثم إن عمر -رضي الله عنه- ولي أمر المسلمين، وهذا له تبعات، ومسؤوليات لا تقع لآحاد الرعية، وقد شهد له ابن عباس وغيره بأنه أدى الأمانة -رضي الله عنه- لكنه لكمال علمه، وخوفه من الله لم يركن لهذا الثناء.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني