الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيطان قد يوهم المرء بخروج شيء منه ولم يخرج منه شيء

السؤال

هل بإمكان الشيطان في وسوسته، أن ينزل منك قطرة، أو قطرتين من البول، وتجد أثرهما، ولكن لا تشعر بنزولهما؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي أخبرنا به النبي صلى الله عليه وسلم، هو أن الشيطان يوسوس للعبد بأن يوهمه بخروج الخارج، ولم يخرج منه شيء، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الشيطان يأتي أحدكم وهو في صلاته حتى يفتح مقعدته، فيخيل إليه أنه أحدث، ولم يحدث. فإذا وجد أحدكم ذلك، فلا ينصرف حتى يسمع صوت ذلك بأذنه، أو يجد ريح ذلك بأنفه. أخرجه الطبراني والبزار، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.

فعلى المسلم أن يتجنب كيد الشيطان ومكره، وألا يبالي بما يلقيه في قلبه من هذه الوساوس، والذي شرعه الله للمسلم هو البناء على الأصل، والعمل بما يتيقنه، فإن شك هل خرج منه شيء أو لا؟ فالأصل أنه لم يخرج منه شيء، فلا يقل ربما خرج شيء وأنا لا أشعر، بل هذا من تلبيس الشيطان، فليطرحه، ولا يعره اهتماما، ومن وجد في ثيابه أثر البول، وتحقق من كونه بولا، فيجب عليه أن يطهر هذا الموضع الذي أصابه البول بصب الماء عليه، وينسب هذا الخارج إلى أقرب زمن يحتمل خروجه فيه، ولتنظر الفتوى رقم: 138675.

وهذا كله إن كان خروج البول متيقنا، وأما إن كان مجرد شك، أو وسوسة، فلا ينبغي الالتفات إليه، بل يبني الشخص على الأصل، وهو أنه لم يخرج منه شيء، حتى يحصل له اليقين الجازم بخلاف ذلك، كما قدمنا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني