الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم القيام بعمل يؤدي إلى شك ووسوسة في حصول الاستمناء من عدمه

السؤال

لدي سؤال يقلقني بشدة.
لقد قرأت في بعض المواقع أن الاستمناء –اللمس المباشر حسب علمي- في نهار رمضان، يفطر.
لكن بدأ الشيطان في وسوستي، لأن لدي عادة منذ أن كنت طفلة، لكنها ليست باللمس، فقط شد الجسم، مع النوم على البطن، ثم بعد ذلك الاسترخاء، وقد حاولت التذكر هل هذا يترتب عليه إنزال، ثم قمت بنفس الفعل لأتأكد، لكن لا أحس بنزول شيء، ولا أرى شيئا إلا إذا أدخلت منديلا، فلم أر غير الافرازات العادية شفافة، وقليلة كما هي عادتي طوال اليوم، وليس هناك تدفق، مع العلم أني كنت أقوم بذلك، ولم أعرف أن هذا يعتبر استمناء "كنت أحسبه يقع باللمس المباشر فقط" إلا في الأشهر القليلة الماضية، تأكدت، وتيقنت، وكنت قبل هذا الوقت شاكة في هذا الموضوع، ولم أتبين.
وقد أشكل علي -بعدما قرأت الفتوى- متى شككت، ولم أتبين ما هي العادة السرية، فقط كنت أسمع عنها ولم أتبين ماهيتها، ولا حكمها ومستمرة في فعلي هذا " وقد حصرتها في 3 سنوات على غلبة الظن، شاكة في علمي بالتحريم بها، وأن فعلي قد يعتبر استمناء –لم أتثقف- ومتيقنة بجهلي بأنها مفطر.
لكن بدأت أسوس، وأقدم سنة، وأؤخر سنة. وغالبا ما يحصل عندما أكون نائمة، ثم أحس، وأستيقظ عند بداية الفعل إلى أن أنتهي. والآن خائفة لا أدري ما أصومه، وقلت أصوم 3 رمضانات احتياطا -لأني لا أستطيع تذكر الأيام- وبعدها أتعوذ من الشيطان، وقد قرأت فتوى أن من كان جاهلا بأنه يفطر لا شيء عليه. واحترت كثيرا –إذا كنت عالمة بالتحريم، وأنا أساسا لا أستطيع التأكد من الوقت الذي علمت فيه بحرمة العادة السرية، وخصوصا فعلي هذا، وأني لم أتثقف، وأتأكد بدل الشك حتى وقت قريب-
أرشدوني بارك الله فيكم، وكم يوما أصوم إذا كان علي قضاء.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فواضح من سؤالك أنك تعانين من الوسوسة في هذا الباب، وما دام هذا الفعل لم يترتب عليه إنزال، فليس عليك شيء من قضاء أو غيره، مع أننا ننصحك بترك هذا الفعل؛ لما قد يجره من وسوسة، أو تخيلات، أو أذى.
وكذلك ننصحك بعدم الاسترسال مع مثل هذه الظنون، والأوهام، والوساوس، وقد ذكرنا مرارا وتكرارا أن خير علاج لهذه الوساوس بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه في دفعها، هو الإعراض عنها، وعدم الاكتراث بها، ولا الالتفات إلى شيء منها، وانظري الفتويين: 51601، 134196.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني