الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحكام استبدال النذر بغيره

السؤال

نذرت نذرا لله منذ 3 سنوات بأنه إذا تحقق لي ما طلبته فسوف أذبح جملا، وتحقق لي الأمر الذي طلبته، ولم أقم بالذبح حتى الآن، ونذري كان ذبح جمل، فهل باستطاعتي تغيير النذر من جمل إلى بقرة أو أي شيء بنفس المستوى خوفا من مرض كورونا المنتشر في هذه الفترة؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالإقدام على النذر مكروه، لثبوت النهي عنه، كما تقدم في الفتوى رقم: 56564.

ومن نذر طاعة لله تعالى وجب عليه الوفاء بها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصيه فلا يعصه. رواه البخاري وغيره.

والأصل وجوب الوفاء بالنذر على صفته، كما بينا في الفتوى رقم: 256051.

فإذا تعذر الوفاء لخوف محقق من أمراض ونحوها جاز الانتظار حتى يغلب الظن بالسلامة، وإمكان أداء النذر على صفته، وانظر الفتوى رقم: 108295.

فإذا غلب على الظن بقاء الحال جاز الاستبدال، كما بينا في الفتوى رقم: 159019.

ولكن محل العمل بهذا القول إذا تحققنا شيوع المرض، لا بالدعاوى، ولذلك، ننبهك إلى عدم اتباع ما يشيع على ألسن الناس من شيوع بعض الأمراض، فقد تقع الحالة، والحالتان، وأكثر، أما التعميم: فيحتاج إلى تثبت، واختار بعض العلماء جواز الانتقال إلى ما هو أفضل ـ ولو لم يتعذر النذر ـ قال الشيخ العثيمين رحمه الله: إذا نذر شيئاً فله أن ينتقل إلى ما هو خير منه، لو نذر أن يصلي في المسجد النبوي فله أن يصلي بدلاً من ذلك في المسجد الحرام، لأنه ثبت أن رجلاً قال يوم الفتح للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله؛ إني نذرت إن فتح الله عليك مكة أن أصلي في بيت المقدس، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: صلِ ها هنا ـ فأعاد عليه الرجل مرتين، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: شأنك إذن ـ فهذا دليل على أنه إذا نذر شيئاً وفعل ما هو خير منه من جنسه، فإنه يكون جائزاً وموفياً بنذره. انتهى.

وعلى هذا، فلا بأس أن تذبحي بقرة بقيمة جمل، طالما أنها أنفع وأسلم من المرض.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني