الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النفور من وساوس الكفر هو صريح الإيمان

السؤال

يا شيخ، لا أريد أن تحيلني إلى إجابات سابقة؛ لأنني أريد أن أفهم أمرا في ديني، وكان فيه ما لا أستطيع أن أنطق به؛ أنا كنت أفكر في أمر ديني فحاولت أن أسترجع محاضرة من عند أحد الشيوخ التي فسر فيها هذا الأمر، وأنا بطبعي كنت عازمة على هذا العمل، وبدأت فيه ولم أكمله، وأنا أحاول جاهدة، ولكن المصيبة أني بينما أتذكر كلام الشيخ، وكأنه يسب ويشككني، وذلك لأن البعض قالوا في الإنترنت: ليس جيدا. أنا لم أصدق أي أحد، أنا يعجبني لكن المصيبة الشيطان سب دين هذا الرجل، يا لمصيبتي وكارثتي! ماذا أعمل؟ فأنا كنت قد قمت بأشياء بوجهي حين أحسست بالوسوسة، وكأني أتألم من أحد أعضاء جسدي، هل عملت بما في نفسي؟ ثم إن أخرت القيام بذلك العمل -كما حكيت لكم أول الرسالة- هل عملت بما في نفسي؟ وهل أعيد الشهادتين؟ حاولت أن أعمل بقول الرسول، وأنه خالص الإيمان، لكن خوفي من اليوم الآخر يقتلني، شيء في داخلي يتهمني بالكفر! إني أتعذب! فما حكمي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يقيك شر نفسك، وشر الشيطان وشركه!

فما تجدينه ـ مما فهمناه من سؤالك ـ ما هو إلا محض وسوسة، لا تؤثر على الإيمان، بل إن كرهها والنفور منها هو صريح الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم. قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم. قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان؛ فإن استعظام هذا، وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلًا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا، وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.

وراجعي للأهمية في بقية الجواب الفتوى رقم: 136381.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني