الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلالة الخوف من الطلاق ووقوعه

السؤال

1- في يوم الثلاثاء الماضي كنت على وشك التعافي من أمر الوسوسة بعد أن ذهبت لزيارة رجل صالح من أهل بلدتي -أحسبه على خير-، فأخبرته عن حالي، وما أعانيه من أمر الوسوسة في الطلاق، فقال لي: في العام السابق عندما شكوت لي عن حالك عرفت بوضعك، وأنا أقول لك: لم يقع منك طلاق، والعصمة باقية، وخاصمني بين يدي الله يوم القيامة إن كان الأمر غير ما أقول لك. ثم قال لي -ما معناه-: وحتى لو أخبرك المفتي بغير ذلك، فقد يعرض له الخطأ في فهم السؤال. ففرحت أيما فرح بعد أن قال لي هذا الكلام بعزم وحسم، وقررت الإعراض عن كل ما سبق، ولكن لما كانت هناك بعض الأسئلة السابقة قلت: أسأل عنها، وأتخلص نهائيا مما أنا فيه.
وأنا أفكر في هذه الأسئلة، وكيفية عرضها على المفتي، إذا بي أقول: ( أنا .... - لفظ الطلاق بصيغة الماضي مضافا إليه تاء الفاعل - ثم كلمة "مراتي") فعاودني الحزن مرة ثانية، ولا أعرف هل هذا أيضا يسري عليه أمر الوسوسة أم يكون قد وقع الطلاق؟ ومن ساعتها وأنا في كرب يخف حينا ويشتد أحيانا.
2- بالأمس شعرت بحالة لا مبالاة حتى أرتاح، وقلت: وماذا يعني لو حدث الطلاق أو لم يحدث؟ وأنا في الصلاة قلت عبارة تعني ما يفيد أني لست مستمسكا بزوجتي تقريبا (أنا مش مستمسك بها) ولما كنت في الصلاة رددت الأمر إلى أنها وسوسة.
ثم فتحت اليوتيوب على طبيب نفسي يتكلم عن الوسوسة، ووصفها بأنها سنوات العمر الضائعة فلامس هذا الكلام حالي، فقلت أيضا: (إني لست مستمسكا بزوجتي) بما يعني لن يهمني إذا حدث طلاق أو لم يحدث؛ لأنه ربما سبب معاناتي أني وضعت أمر الطلاق في مرتبة أعلى مما يستحق وتضخم لدي الخوف منه، وأيضا قلته مرة ثالثة عندما استحضرت كأني أريد أن أسال المفتي، وأعرض عليه حكم هذه الكلمة في الموقفين السابقين.
وفي الصباح تذكرت ما قلته بالأمس، وربطته بما قال خبير نفسي آخر أن مما يفيد من التخلص من الوسوسة: تحقير الفكرة التي توسوس فيها، وبعد أن أنهيت التفكير بدقائق جاءني خاطر أني ربما تكلمت بهذه العبارة: (أني لست مستمسكا بزوجتي).
والآن قد يبدو لي وجه الوسوسة في السؤال الثاني، ولكنه غير متضح لي في السؤال الأول، فهل يقع الطلاق؟
وإذا لم يقع لا أريد أن أسأل ثانية، فهل يمكنني إحالة كل ما يستجد على ما قد سبق على الفتاوى السابقة، ولا أسأل مرة ثانية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما حصل منك في المرتين يدل على أنك لا تزال تحت تأثير الوسوسة في الطلاق، وكما علمت فإن طلاق الموسوس لا يقع. فكل أمر يتعلق بالطلاق في حالة غلبة وسوسة فلا تلتفت إليه، سواء كان ذلك في الماضي أو الحاضر أو المستقبل. وخوف المرء من الطلاق وخشيته وقوعه أمارة واضحة على أن الوسوسة هي التي تدفعه إلى الشكوك، وأنه مغلوب في ذلك، ولا يقع الطلاق إلا في حال الاختيار. ولعل هذا ما دفع المفتي الذي ذكرته بالجزم لك على عدم وقوع الطلاق. فلا تكثر من السؤال، فإنه تقوى به الوسوسة في النفس، ويحول دون التخلص منها.

وما ذكرت من أمر الإعراض عن هذه الوساوس وإغاظة الشيطان: من أفضل سبل العلاج، إضافة إلى ما ذكرنا من وسائل في الفتوى رقم: 3086.

نسأل الله لك العفو والعافية من كل بلاء في الدنيا والآخرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني