الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المداومة على فعل المكروه بريد للحرام

السؤال

هل صحيح أن المكروه إذا داومت وأصررت على فعله يصبح حراما؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد نبه بعض الأئمة على أن المكروه يصير ممنوعا بالمداومة عليه؛ قال الشاطبي -رحمه الله- في الموافقات: إذا كان الفعل مكروها بالجزء كان ممنوعا بالكل كاللعب بالشطرنج والنرد بغير مقامرة، وسماع الغناء المكروه، فإن مثل هذه الأشياء إذا وقعت على غير مداومة لم تقدح في العدالة، فإن داوم عليها قدحت في عدالته، وذلك دليل على المنع بناء على أصل الغزالي (وهو: أن المداومة على المباح قد تصيره صغيرة، بل هذا أولى من المداومة على بعض المباحات ) قال محمد بن عبد الحكم في اللعب بالنرد والشطرنج: إن كان يكثر منه حتى يشغله عن الجماعة لم تقبل شهادته، وكذلك اللعب الذي يخرج به عن هيئة أهل المروءة والحلول بمواطن التهم لغير عذر وما أشبه ذلك.... فإن المفسدة بالمداومة أعظم منها في غيرها. انتهى.

ثم ذكر أدلة، وفروعا فقهية تدل على صحة القاعدة.

وانظر الفتوى رقم: 132846.

ثم إن الإكثار من المكروه يوقع المرء في فعل الحرام، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 164533.
فليستبرأ المرء لدينه، وليتق الله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني