الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرؤى لا تعلق لها بحسم الخلاف في المسائل الشرعية

السؤال

هل يمكن للرؤيا أن تحسم الخلاف في المسائل الخلافية التي لم يتفق عليها العلماء طوال مئات السنين السابقة؟ أصبت بالوسوسة الشديدة في إحدى المسائل الخلافية استمرت أكثر من 8 سنوات, وعند قراءتي للأدلة وأقوال العلماء أطمئن للقول بالإباحة وهو قول الجمهور، لكن الوساوس تقول لي إنه محرم وتنغص حياتي إلى أن أصبحت تظهر في الأحلام، وفي إحدى المرات استيقظت مفزوعا لنفس المسئلة وكان وقت صلاة الفجر, فذهبت لأصلي، وعند دخولي قرأ الإمام الآية: ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ـ فظننت أنها تابعة للحلم أو الرؤيا, وكل ما أمر عليها أو أسمعها أدخل في حالة نفسية عصيبة, فقررت أخذ الاحتياط لكن الوساوس لا تنتهي ومفادها أنني لا أقوم بها على الوجه الصحيح؟
فهل أنا مفتون، لأنني فقدت لذة العبادة لاستمراري بالشعور بأنني مذنب؟ وفي السنتين الماضيتين أصبحت عدة مسائل تؤرقني وكثرت شكوكي ولم يعد الأمر مقتصرا على المسئلة الأولى، بل في أي شيء...أصبحت أربط الآيات التي أسمعها بالوساوس وأقول هذه إشارات وعلامات وهذا يزيد من شدة الموقف ويصعب علي دفعها، وأيضا تأتيني أفكار سلبية ملحة بأن أقوم بعمل سيئ يضرني، وهناك تفاصيل كثيرة لا يتسع المقام لذكرها, أحيانا أجد نفسي متمكنا من السيطرة عليها ولا تزعجني، وأحيانا أخرى أكون ضعيفا لكنني أحسست أن ضعفي زاد في الفترة الأخيرة، فما تشخيص حالتي؟ وهل هي خطيرة؟ علما بأنني متفوق علميا وحاصل على درجة الماجستير ـ والحمد لله ـ متفوق في عملي أيضا وكنت قويا وأنصح الناس من حولي، والآن أجد نفسي ضعيفا عن مساعدة نفسي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك أولا بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، كما ننصحك بمراجعة أحد الأطباء النفسيين الثقات، ثم اعلم ـ عافاك الله ـ أن الرؤى لا تعلق لها بحسم الخلاف في المسائل الشرعية، وإنما شأن المسائل الشرعية أن يتبع العامي فيها من يثق بقوله من أهل العلم، وبذلك تبرأ ذمته حتى وإن كان القول الذي أخذ به هو القول الأيسر في المسألة مادام قد عمل به بتقليد سائغ، وانظر الفتوى رقم: 169801.

والله تعالى قد رفع عنا الحرج وجعل شريعته سمحة سهلة، فلا تضيق على نفسك، ولا يلزمك الاحتياط في جميع المسائل، وإنما يلزمك ما ذكرنا من تقليد عالم ثقة، ولست ـ إن شاء الله ـ مفتونا ولكن عليك أن تجاهد نفسك حتى تتخلص من هذه الوساوس التي تكدر عليك صفو حياتك، وحاول جاهدا التخلص من هذه الأفكار السلبية التي تعرض لك وأما تشخيص حالتك: فيفيدك فيه الطبيب الثقة، كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا كما ذكرنا لك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني