الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قطع الخواطر والهواجس من البداية دواء نافع للوسوسة

السؤال

جاء عندنا طفل في الصف الثالث الابتدائي، وشممت منه رائحة كرائحة البول، وأظن أن الرائحة من ثيابه، فتركته يجلس على السجاد تقريبا ثلاث ساعات، ولم أخبره بأن يغير ثيابه، بل تركته على حاله حتى ذهب، وبعدها شككت أنه قد انتقل للمكان الذي جلس به شيء من البول، علما أن غالب الظن أن ثيابه كانت جافة ولم أرَ فيها بللا، وكذلك السجاد غالب الظن أنه جاف؛ لأني أيضا لم أرَ فيه بللا. فماذا عليّ فعله؟ علما أني أجلس كثيرا بذلك المكان، وأمر فوق السجاد كثيرا.
الآن أصبحت أخشى على صلاتي، وأخاف أن تصبح عندي وسوسة بهذا الموضوع، علما أني لم ألتفت كثيرا للموضوع، وأصلي وأمشي على المكان مع قليل من القلق والوسوسة بخصوص حكم صلاتي.
أفيدوني -بارك الله فيكم-.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الوسواس يبدأ عادة بمثل هذه الأمور، وكلما استقصاه المرء واسترسل معه ترسخ عنده حتى يصبح موسوسًا في كل أموره؛ فيقع في الحرج والمشقة.

لذا ننصحك بقطع تلك الخواطر والهواجس من البداية، وعدم الاسترسال معها؛ فذلك أنفع دواء لها، وانظري الفتوى رقم: 51601.

ثم اعلمي أن الأصل في الأشياء الطهارة، ولا يُنتقل عن هذا الأصل إلا بيقين، واعلمي أيضًا أن الجسم المتنجس إذا كان جافًّا لم تنتقل النجاسة منه إلى ما لاقاه من الأجسام الجافة.

وبناء على ما تقدم؛ فإن ملابس الطفل المذكور غير نجسة أصلًا حتى يحصل اليقين بنجاستها -وهو ما لم يحصل-، فلا وجه -إذن- لتنجس ما يلاقيها، كما أنه على فرض نجاستها: فإنها جافة والفرش أيضًا جاف؛ فلا تنتقل نجاستها إليه كما بينا آنفا. وبالتالي؛ تكون صلاتك صحيحة في ذلك المكان.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني