الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في إبداء الرغبة بالزواج من فتاة دون التصريح بالحب

السؤال

أبلغ من العمر 20 سنة، وبقيت لي سنتان وأنهي دراستي الجامعية إن شاء الله, تعرفت على فتاة ذات خلق ودين، ومظهر. وأحببتها، وأريد أن أتزوجها، ولكنني لا أستطيع أن أتزوجها إلا بعد أن أنتهي من دراستي الجامعية. أعلم أن بنات الحلال كثيرات، ولكن القلب, والمشكلة أنها تكبرني بسنة، والبنت جوهرة، ويمكن أن تضيع من يدي، وأنا خائف من حدوث ذلك، وخصوصا أن البنات يخطبن وهن صغيرات.
فسؤالي: هل يجوز أن أصارحها بحبي، ونيتي بالزواج منها، وبعد ذلك لو وافقت على أن أذهب إلى أهلها لكي أحجزها، وأخبرهم برغبتي في الزواج منها، وبعد الانتهاء من دراستي الجامعية أذهب مجددا إلى أهلها لكي أخطبها منهم، أو أخطبها الآن، ولمدة ثلاث سنين، وبعد ثلاث أتزوجها، أو أن هناك حلا آخر؟ وكما قلت مسبقا إني أخاف أن تخطب وتذهب من بين يدي.
شكرا لوقتك.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كانت هذه الفتاة ذات دين وخلق، فمثلها من حث الشرع على الزواج منها، ففي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، وجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك. وصاحبة الدين أرجى لأن تعرف لزوجها حقه عليها ومكانته، وأحرى أن تدوم معها الحياة الزوجية.

فما دامت هذه الفتاة على الصفات التي ذكرتها، فأنت محق في حرصك على أن تكون لك زوجة، فلا حرج عليك في أن تبدي لها الرغبة في خطبتها، بشرط أن يكون ذلك في حدود أدب الشرع، وفي غير خلوة ونحو ذلك، فإن أبدت موافقة، فيمكنك التقدم لخطبتها من أهلها، والاتفاق على تأخير الزوج. ولكن الجدير بالتنبيه عليه هنا هو أنه ينبغي أن تتحرى، فإن غلب على ظنك أن ترد خطبتك فلا تتقدم لخطبتها أصلا، واصرف النظر عنها تماما، فقد ييسر الله لك امرأة خيرا منها، فالنساء كثير. والعشق قد أوضحنا كيفية علاجه في الفتوى رقم: 9360.
ولا يجوز لك بحال إخبارها بحبك لها، فإنها أجنبية عنك، ومثل هذه العبارات العاطفية قد تكون مثارا للفتنة، ورب العزة والجلال يقول: وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ {البقرة:208}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني