الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع العمل في توصيل النت للمنازل وما حكم تتبع المواقع التي يدخل إليها المشتركون

السؤال

لدي شبكة إنترنت لا سلكية، تقدم خدمة الإنترنت بكروت اشتراك، وتصل إلى المنازل، وعملت جاهداً على منع المواقع الإباحية، وتحويلها عند الدخول إليها إلى موقع قرآن كريم، وأنا أتابع يومياً ملف ال log الذي يظهر فيه كل المواقع التي تم فتحها لغرض حجب المواقع الإباحية التي قد يدخلها البعض.
سؤالي هو: هل يعتبر دخل الشبكة مالاً حراماً؟
وهل يجوز لي التجسس على المشتركين لمعرفة المواقع التي يدخلون؟
وشكراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فتلك الخدمة وسيلة، ويمكن استخدامها فيما يجوز، وما لا يجوز، وما كان كذلك، ففيه تفصيل يمكن إجماله في ثلاث حالات:

الأولى: أن تعلم، أو يغلب على الظن أن المشترك سينتفع بالخدمة فيما هو محرم من الدخول إلى المواقع الإباحية، أو نشر الشر ونحوه، فلا يجوز بيعها له.

والثانية: أن يعلم، أو يغلب على الظن أن المشترك سيستخدمها فيما هو مباح، وهنا لا حرج في بيعها له.

والثالثة: ألا يعلم هذا ولا ذاك، فالأصل الإباحة إلا أن يغلب على حال المشتركين الفسق، والفجور فيمنع بيعها حينئذ اعتبارا بالغالب، ما لم يمكن التحكم فيها بحجب المواقع الإباحية، ومنع الدخول إليها.

وتتبع ما يلجه المشتركون من المواقع لا يجوز، ما لم تنبه المشتركين إلى ذلك، صونا للحرمات، وامتناعا عن تتبع العورات؛ لقول الله تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا {الحجرات:12}، ولما رواه أحمد وغيره عن ثوبان -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تؤذوا عباد الله، ولا تعيروهم، ولا تطلبوا عوراتهم؛ فإنه من طلب عورة أخيه المسلم، طلب الله عورته حتى يفضحه في بيته.
لكن لو أعلمت المشتركين بأنك ستتابع المواقع التي يتم الدخول إليها، منعا لدخول ما لا يجوز الدخول إليه، وحجبه، فلا حرج حينئذ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني