الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرحلة لحفظ القرآن على شيخ متقن فضلها كبير

السؤال

أرجو أن تفيدوني، أنا في حيرة من أمري، أنا شاب أحفظ القرآن، وقد كنت أحفظه في البيت في البداية، وفي بداية حفظي للقرآن الكريم في المسجد كان في مسجد بعيد عن بيتنا، وقريب من محل للتجارة أعمل فيه، فوجدت المسجد بقربي، وبه شيخ يحفظ القرآن حفظاً، ويملك من العلم علماً، فتوكلت على الله، وبدأت القراءة بذلك المسجد؛ حيث كان ذلك في الصيف، وعندما جاءت دراستي بالشتاء انتقلت من ذلك المسجد مع زعمي أني سأعود للدراسة فيه؛ لأنه أول مسجد بدأت فيه، وانتقلت إلى مسجد آخر بالقرب من بيتنا، وكان فيه شيخ لم يحفظ القرآن حق حفظه، ولولا حرصي على أن أطلع على المصحف للتأكد من الآيات لحفظت كثيرا من الآيات خطأً بسبب هذا الشيخ؛ فإنه قد نسي كثيرا مما حفظ من القرآن، والمشكلة أني استمررت معه فترة طويلة حتى أني حفظت ما يقارب خمسة أجزاء عنده، وكدت أن أصل للنصف. وفي الصيف من جديد تركته، وذهبت إلى شيخي الأول، فعندما تركته أخذ يقول علي كلاما على أني مقصر، وكيف يذهب ويترك القراءة هنا مع أني أعطيته العلم على أني سأرجع إلى العمل والمسجد الأول، وبعدها عدت في الشتاء إلى هذا الشيخ الذي لا يحفظ القرآن صحيحا.
جعلني هذا الشيخ من أحسن الطلبة عنده، بل وجعلني معه إماماً في صلاة القيام، ولكن بعد ذلك تبين لي أني مخطئ خطأً كبيرا أن أحفظ عنده القرآن؛ لأنه يجعل الصغار يتعلمون القرآن خطأً ومحرفا، ويجعلني معهم كذلك، ولكني أراجع ذلك في المصحف - والحمد لله - وعندما أقول له إن هذه الآية يقول لي نعم إني أعرفها لا يريد أن يعترف أنه قد نسي كثيرا مما يحفظ من كتاب الله، وليس هذا فقط ، بل ولا يصحح لهم الألواح فيجعلهم يمحون الآيات خطأ ومحرفة - والعياذ بالله - وليس هذا فقط، بل هناك بعض الأحيان يمزح مع ذكر بعض آيات القرآن الكريم، فهنا طفح الكيل.
وهنا أسألكم ما حكم تركي لحفظ القرآن الكريم في هذا المسجد القريب من بيتنا بسبب هذا الشيخ؟ مع العلم أني متوقف وأراجع في البيت؛ لأنه الآن شتاء، وليس لدي وقت أن أذهب إلى مسجد آخر، وهذا المسجد يئست من الشيخ الذي فيه، مع أني لا أظهر له أني منزعج منه، مع العلم أن الشيخ هذا يزعم أني سأعود في الصيف، وأنا كثير الصلاة في هذا المسجد.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يرزقك حفظ القرآن والعمل به.

ولا حرج عليك في ترك الحفظ على هذا الشيخ غير المتقن للقراءة، وقد بينا بالفتوى رقم: 7693 أن حفظ جميع القرآن ليس بفرض عين.

ومع هذا، فحفظ القرآن له فضل عظيم، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 19251.

فاحرص على الحفظ مع شيخ متقن، ولو تكلفت في الذهاب إليه، فهذا من الرحلة في طلب العلم، وهي عبادة جليلة.

وننصحك بالعودة إلى شيخك الأول، ولا تعبأ بكلامه عنك، انتفع بعلمه؛ فإنك إن فقدته تحسرت على ما فاتك، في وقت لا ينفعك ندمك.

وحاول أن ترشد الشيخ غير المتقن بأسلوب حسن إلى ضرورة التأكد مما يُقرئه الناس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني