الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصلاة على أحفاد المسلمين الذين لا يعرفون سوى كلمة التوحيد

السؤال

نعيش في جنوب روسيا في منطقة القوقاز، وبلدتنا غالب سكانها ديانتهم النصرانية واعتقاداتهم شركية، علما بأن كثيرا من أهل منطقتنا في الماضي كانوا يدينون بدين الإسلام الحنيف، والآن أحفادهم يطلقون على أنفسهم اسم المسلمين بالرغم من أنهم لا يعرفون شهادة أن لا إله إلا الله، وهكذا في الغالب، وحتی لو قالوها فإنهم يأتون بأمور شركية، والتي هي من معتقدات أهل الأوثان عندنا ولا تمت للإسلام بصلة، ولم يتب منهم إلا نفر قليل، ولا نستطيع أن نسمي هؤلاء مسلمين ولا نعرف عنهم خبرا إلا حين يأتينا أقرباؤهم بخبر وفاتهم ويطلبون من المسلمين أن يقوموا بغسلهم ودفنهم وصلاة الجنازة عليهم، نحن نعرف أن الجنازة علی الكافر لا تجوز، وبالرغم أن هؤلاء ليس لهم حظ في الإسلام مع أنهم كانوا يتسمون بالمسلمين، وفي الماضي كان عندنا تفريق بين القری المسلمة والنصرانية، فمن يولد في قرية مسلمة ـ تاريخيا ـ يطلق الناس عليه مسلم ولو صلی للشيطان، وهكذا، فهل يجوز لنا أن ننظر إلی هؤلاء كالنظر إلی المنافقين وأن نصلي صلاة الجنائزة علی أمثال هؤلاء لو أظهروا بعض الأمور كالقربان أو الصدقة أو التبرع للمسجد ولم يكونوا معادين للإسلام؟ أفتونا فنحن في حيرة، والله يجزل لكم المثوبة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فمن كان من الجماعة المشار إليهم تاركا للصلاة جحودا ومثله لا يجهل فرضيتها، لكونه يعيش بين المسلمين، فإنه يعتبر كافرا كفرا أكبر، وحكمه حكم الكفار في عدم جواز الصلاة عليه، ولا يعامل معاملة الميت المسلم، ومن تركها كسلا فإن الفقهاء مختلفون في الحكم بتكفيره، وقد ذكرنا أقوالهم في الفتوى رقم: 130853.

وعلى القول بكفره، فلا يجوز للمسلمين الصلاة عليه ولا تغسيله ولا دفنه في مقابر المسلمين، ولا يعامل معاملة المنافقين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، لأن المنافقين كانوا يصلون ولو ظاهرا، ولا يُحكم بكفره لمجرد وقوعه في عمل كفري، فلربما فعل ذلك الكفر جاهلا جهلا يعذر فيه، أو متأولا، وهذان من موانع الكفر، وأيضا لو وُجِدَ منهم من ترك الصلاة بالكلية ولم يوجد من يعلمه الصلاة ولا يعلم من الإسلام إلا الشهادة، فإن هذا الصنف دلت السنة على نجاتهم يوم القيامة، وأن شهادة التوحيد تنفعهم عند الله تعالى، كما بيناه في الفتوى رقم: 165841، عن حكم الشرع فيمن يجهل التوحيد من المسلمين، ومثلها الفتوى رقم: 98353.

فهؤلاء يصلى عليهم إذا ماتوا، ويعاملون معاملة المسلمين.

وينبغي لكم أخي السائل أن تجتهدوا في دعوة المسلمين وتعريفهم بدينهم وتعليمهم رسالة ربهم جل في علاه، وهذا الأمر ربما تعين عليكم إذا انتشر الجهل وصار الناس يجهلون ما علم من الدين بالضرورة ولم يوجد أحد يقوم بتعليمهم غيركم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني