الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل من دخل عليه الفجر وهو يقوم الليل ولم يوتر بعد يكون قد ضاع منه أجر قد حصل عليه من أوتر بركعة واحدة في الليل ولم يقم الليل بغيرها؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فصلاة الليل فضلها عظيم، والوتر آكد صلاة الليل، وقد ورد من الترغيب فيه والترهيب من تركه نصوص كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: الوتر حق. رواه أبو داود.

وذهب جمع من العلماء إلى وجوب الوتر وإن كان الراجح قول الجمهور وأنه سنة لا واجب، ومع القول بسنيته، فإن تركه مؤذن برقة الدين، ولذا قال الإمام أحمد رحمه الله: من ترك الوتر عمدا فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة.

فمن صلى الليل كله وتعمد ترك الوتر، فهو محروم بلا شك، وقد فاته خير كثير وإن كان قد حصل بصلاته خيرا، ومن صلى من الليل ركعة أوتر بها ثم نام فقد حصل خيرا كثيرا وإن كان قد فاته خير كثير بما ترك من صلاة الليل، وأما الموازنة بينهما ومعرفة أيهما أكثر أجرا: فمرد ذلك إلى الله تعالى، وينبغي لمن فاته الوتر سواء تعمد تركه أو فاته لنوم أو نسيان أن يقضيه بعد طلوع الفجر، ثم من العلماء من قال يقضى على هيئته، ومنهم من رأى أنه يقضى شفعا على ما فصلناه في الفتوى رقم: 140017.

والحاصل أنه لا ينبغي لمسلم ترك الوتر ولا يكاد يتصور أن شخصا يقوم الليل كله ثم يقصر في صلاة الوتر فلا يأتي بها وهو يعلم فضل الوتر وما رتب الله على فعله من الثواب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني