الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تجب طاعة الأمر في طلبها من ابنها الإمامة

السؤال

أمي تطلب مني أن أصبح إمام مسجد، وأنا استخرت وانشرح صدري لها، ولكن إلى الآن رغبتي فيها ضعيفة؛ لأني أرى أني لست مستعدا لها، فكيف أستعد لها ؟
سؤال ثان: أريد أن أقدم عليها لأن أمي طلبت مني ذلك، فهل في هذه النية شيء؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد :

فإذا كنت أهلا للإمامة، وتوافرت فيك المواصفات المطلوبة للإمامة، وقد بيناها في الفتوى رقم: 171019 فإننا نوصيك بطاعة أمك، بل ربما وجب عليك طاعتها؛ لأن طاعتها واجبة في غير معصية، كما صرح به أهل العلم، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى : وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَضُرَّهُ وَجَبَ وَإِلَّا فَلَا .. اهــ .
وقد أمرتك أمك بمعروف، وبأمر أقل أحواله الاستحباب لمن كان أهلا له، فلا تتردد في طاعتها حينئذ، واحتسب الأجر من الله تعالى بأن تنوي فعل ما أمرك به من طاعة أمك، وتنوي تحصيل ثوابه تعالى في الإمامة، فإن تقدمت للإمامة بهذه النية، فأنت على خير إن شاء الله .

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني