الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طلب المتصدِّق من المتصدَّق عليه الدعاءَ خلاف الأولى

السؤال

الحمد لله، أعطاني الله القدرة على التطريز والحياكة، ووالدي متوفى، فرغبت أن أقوم بصدقة جارية عنه، وبدأت بحياكة بعض الهدايا، بغرض إهدائها لمن حولي من الصديقات والأقارب دون مبلغ مالي.
هل يتوجب علي إبلاغهم أنها صدقة جارية عن والدي؟ أو أكتفي أن النية معقودة بالقلب؟ مع العلم أني كلما سلمت هدية طلبت منهم دعوة لي ولوالدي بظهر الغيب؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالراجح أن أي عملٍ من الحي إذا أهدى ثوابه للميت انتفع الميت بذلك، كما بيناه في الفتوى رقم: 3500.

وذلك يكون بالنية من المتصدق، لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»، ولا يلزم في الهدية أو الصدقة أن يعلم المهدَى أو المتصدَّق عليه أن هذا عن الميت.

لكن الأولى والأكمل في الصدقة ألا يطلب المتصدِّق من المتصدَّق عليه الدعاءَ، فإن الله جلَّ وعلا قد أثنى على من لا يطلب على صدقته جزاءً. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "قاعدة التوسل والوسيلة": [ومن الجزاء أن يطلب الدعاءَ؛ قال تعالى عمن أثنى عليهم: {إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا}، والدعاء جزاءٌ؛ كما في الحديث: {من أسدى إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه به، فادعوا له حتى تعلموا أن قد كافأتموه}. وكانت عائشة -رضي الله عنها- إذا أرسلت إلى قوم بصدقة تقول للرسول: اسمع ما يدعون به لنا حتى ندعو لهم بمثل ما دعوا لنا، ويبقى أجرنا على الله]. اهـ.

وراجعي للفائدة فتوانا رقم: 159861 بعنوان: هل يشرع طلب الدعاء من الغير .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني