الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم المساعدة في قسط الجامعة

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع.
أنا طالب أدرس في الجامعة وأريد أن أسجل للفصل ومعي القسط للدراسة، ولكن أبي يقول لي: لا تدفع؛ لأنه يوجد دكتور يريد أن يساعدني في القسط وهو صديق أبي، ونحن وضعنا المادي مقبول، هل تقبل المساعدة منه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كنت تقصد المساعدة المادية فلا حرج في قبولها ولو كان الشخص لا يحتاجها؛ لأن هذا من باب الهدية وقد كان النبي صلى الله عيه وسلم يقبل الهدية، وقد قال: ـ كما جاء في صحيح البخاري ـ لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت، ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت.

كما أن صدقة التطوع حلال على الغني؛ كما بينا في الفتوى رقم: 71401.

وعليه؛ فلا مانع من قبول المساعدة من صديق والدك في دفع قسط الدراسة، ما دام الحال كذلك، إلا إن كنت تعلم أن ما يساعدك به صدقة واجبة عليه كالزكاة وما شابه فلا تحل لك إن كنت غنيا.

وإن كنت تقصد أنه يستخدم جاهه أو شفاعته لكي يسقط عنك القسط المترتب عليك، فيظهر أن هذا يُرجع فيه إلى قوانين الجامعة نفسها ومدى شرعية هذه المساعدة طبقا لها، فإن كانت قوانين الجامعة لا تُلزم الجميع بدفع القسط المذكور، أو كانت لها في ذلك اعتبارات معينة وكنت داخلا فيها بوجه من الوجوه فالمساعدة من هذا الباب لا حرج في قبولها.

أما استخدام الجاه لإبطال حق فلا يجوز، كما بينا في الفتوى رقم: 21813، وانظر أيضا الفتوى رقم: 54165.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني