الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج الشرعي والنفسي للمصاب بالشذوذ الجنسي

السؤال

أنا شاب عندي 17 عاما، وأمارس العادة السرية، وأشاهد المواقع الإباحية، ولا أستفسر عن هذا، وإنما أرسلت سؤالا خاصا بذلك سابقا والسؤال هو: من خلال هذه المواقع الإباحية تعرفت على مواقع اللواط، وأدمنت عليها، ولا أستطيع الكف عنها، وبكل ما يحمله اللفظ من معنى أتهيج للغلمان وإن كنت أعلم من الأحاديث النهي عن النظر إليهم، واستنتجت أن ذلك ربما يحمل شيئا من الأمر الطبيعي، إلا أنني وجدت نفسي تتبع النظر إلى عورات الرجال وذكرانهم وأتهيج لرؤيتها، وأتخيلها في علاقة مع شاب أو فتاة، ولا أعلم لماذا ذلك، وما محض رغبتي في ذلك، وجل ما أريده أن ننحي الحديث الديني جانبا في هذا السؤال، ولنتكلم من منطلق معدل السلوك أو الطبيب النفسي، فكيف أتخلص من هذه الميول؟ وكيف لا أتهيج للذكران ولا للواط ولا للغلمان ولا للشباب حين أتخيلهم في علاقة مع آخرين من ذوي جنسهم أو من النساء؟ وكيف لا أتهيج لأجسام الشباب الرشيقة الرياضية ووجوههم الوسيمة؟ وكيف أصبح طبيعيا؟ مع العلم أنني كنت ملتزما وإمام مسجد، وكدت أن أصبح خطيبا إلا أن الحال آلت بي إلى ما أنا عليه منذ عام بتمامه، وطالما دعوت الله ولا إجابة، وأخذت بكل السبل وسألت، ولا إخال أن موضوعا فاتني على الإنترنت ولم أعمل به إلا أنه لا نتيجة.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالاستشفاء بالأدوية الشرعية المتمثلة في الدعاء والقرآن والاستغفار، والترغيب في حال الطائعين والتائبين، والترهيب من حال العاصين والمعرضين هو أفضل أنواع الاستشفاء على الإطلاق، ولكن لبعدك عن الله وعن صراطه المستقيم تطلب الشفاء في غير هذه الأدوية الشرعية، وذلك حال المذنب يطرق الباب هُنية، فإذا لم يفتح له من أول طرقة أدبر معرضا، فلا يزال الشيطان يزين لك أن الشفاء في غيرها من الأدوية التي غايتها أن تكون مباحة قد جرب الناس نفعها. فإياك وترك هذه الأدوية الشرعية، فإنها علامة الخسران والخذلان، وداوم على طرق الباب فسيفتح لك ـ بإذن الله ـ وكن كحال القائل:
يَا من يرى مَا فِي الضَّمِير وَيسمع * أَنْت المعدّ لكلّ مَا يتوقّع
يَا من يرجّى للشّدائد كلهَا * يَا من إِلَيْهِ المشتكى والمفزع
يَا من خَزَائِن رزقه فِي قَول كن * امْنُنْ فانّ الْخَيْر عنْدك أجمع
مَا لي سوى قرعى لبابك حِيلَة * فلئن رددت فأيّ بَاب أَقرع
مَا لي سوى فقري إِلَيْك وَسِيلَة * وبالافتقار إِلَيْك فقري أدفَع
من ذَا الّذي أَدْعُو وأهتف باسمه * إِن كَانَ فضلك عَن فقيرك يمْنَع
حاشا لمجدك أَن تقنّط عَاصِيا * الْفضل أجزل والمواهب أوسع.

وقد ذكرنا في فتاوى عديدة سبل العلاج وكيفية التخلص من هذه الميول الشاذة عن الفطرة، منها الفتاوى التالية أرقامها: 57110، 7413، 122027، 138421، فراجعها.

وننصحك بمراسلة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجع الاستشارات النفسية التالية أرقامها: 2156647، 248204، 2221074.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني