الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم جلوس الطالب بجانب الطالبة وقت الامتحان

السؤال

ما حكم الدراسة في مدرسة، في كل امتحان نهائي، تنظم لجانا بالأبجدية، ولا يبالون إن جاء طالب مع طالبة في نفس المقعد أو لا، وقد صنفت اللجان، وجاء اسمي مع طالبة، تجلس معي، ولا أريد ذلك؛ لأنه لا يرضي الله عز وجل، ولكن لا أستطيع التحول من هذه المدرسة بسبب بُعد المدارس الأخرى عني.
فهل يجوز لي أن أجلس مع هذه الطالبة مع غض بصري عنها، مع العلم أني سأجيب على أسئلة الامتحان وأخرج؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن الأصل عدم جواز اختلاط الرجال الأجانب بالنساء، نظراً لما يترتب على ذلك من مفاسد، وقد استهان كثير من المسلمين في هذا العصر بالاختلاط، وحشروا الجنسين في المؤسسات التعليمية، ودوائر العمل... ونتج عن ذلك من المخالفات الشرعية، والفضائح ما يعلمه الكثير.
وقد ذكرنا أن الأصل أنه لا تجوز الدراسة في هذه الأماكن إلا إذا تعينت سبيلاً لتحصيل العلم، ولا يوجد غيرها؛ فحينئذ تجوز الدراسة فيها بشروط منها: غض البصر، وترك الخلوة، وراجع الفتوى رقم: 27245.
وإنما أجزنا هذا لشدة الحاجة للدراسة في هذا الزمن، ومن المتقرر لدى أهل العلم أن ما حُرِّمَ تحريم وسائل، أبيح للحاجة.

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: القاعدة المعروفة عند أهل العلم أن ما حرم تحريم الوسائل، أباحته الحاجة. وما حرم تحريماً ذاتياً، تحريم المقاصد، فإنه لا يبيحه إلا الضرورة. انتهى.
وقد سأله سائل فقال: جميع المدارس بمحافظتي وهي محافظة إدلب، مدارسها مختلطة شباب، وفتيات، وهن سفور فوق العادة، وخاصة في مدرستي، ولا يمكن، بل ولا يستطيع المرء إلا أن يتحدث معهن من خلال الدروس.

والمطلوب: ما حكم الشرع في ذلك. أفيدونا جزاكم الله ألف خير؟
فأجاب -رحمه الله تعالى- بقوله: الذي يجب عليك أيها الأخ أن تطلب مدرسةً ليس فيها هذا الاختلاط الذي وصفت حال أهله؛ لأن ذلك فتنة عظيمة، ولا يجوز للإنسان أن يعرض نفسه للفتن ....

نقول أيها الأخ: يجب عليك أن تتطلب مدرسةً ليس هذا وضعها، فإن لم تجد مدرسةً إلا بهذا الوضع، وأنت محتاجٌ إلى الدراسة، فإنك تدرس، وتحرص بقدر ما تستطيع على البعد عن الفاحشة، والفتنة بحيث تغض بصرك، وتحفظ لسانك، ولا تتكلم مع النساء، ولا تمر إليهن. انتهى. مختصرا من فتاوى نور على الدرب.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني