الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاغتسال بنية تجديد الدخول في الإسلام

السؤال

أعاني منذ فترة من الوسواس في الدين، ثم قرأت مجموعة فتاوى اطمأن قلبي لها، ثم عاودني من جديد، وأصبحت الشهادة والاستغفار ملازمين لي طوال اليوم، وأحيانا عند النطق أقوم بشد وجهي أو النطق بصوت عال حتى لا تتداخل معها أي أشياء تبطلها، أحيانا أواظب على الصلاة وأوقاتا أخرى لا، ثم جاءت فترة دخلت على المواقع الإباحية، وشاهدت أشياء قذرة يرفضها العقل والمنطق، مثل شيء يسمى الماسوشية، وهي تعذيب المرأة للرجل وإهانته وإذلاله، ـ أعزكم الله ـ شعرت بإثارة وكنت أتخيل بأني أضع جبهتي على الأرض لها، وأنها تضع قدمها فوق رأسي، وأشياء من هذا القبيل، ولم يأت في بالي أنه سجود، ثم قرأت لرجل يكتب على أحد مواقع التواصل الإلكتروني لواحدة من هؤلاء النساء أنه يريد أن يعبدها ويصلي لها، ـ أعوذ بالله ـ مجرد القراءة انتابني وسواس هل استمتعت بهذه الجملة؟ واسترسلت في الوسواس، وتخيلت هذا الأمر لأثبت لنفسي أني أرفضه شكلا ومضمونا، وجاءني وسواس آخر أثناء الاسترسال أنني استمتعت، وأن هذا كله من نفسي، مع العلم أنه من فترة قمت بتقبيل قدم امرأة، واستغفرت الله، ولكني لم أضع جبهتي على الأرض، ولم أكن وقتها أتخيل أنه قد يكون انحنائي سجودا، أبلغ من العمر 31 عاما غير متزوج وأعمل، أرجو الرد في أسرع وقت ممكن.
هل أنا ما زلت على ملة الإسلام؟ مع العلم أنني مع الاغتسال من الجنابة أغتسل بنية أخرى تسبق الاغتسال من الجنابة وهي نية تجديد الدخول في الإسلام وأنطق الشهادة. فهل فعلي هذا صحيح؟
أثابكم الله. أرجو الرد، وعدم إحالتي لفتاوى أخرى.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يعافيك، ويصرف عنك السوء، ويهديك لأرشد أمرك، فقد بلغ منك الوسواس مبلغا عظيما، وأضر بك ضررا بالغا، وسبب ذلك تسلط الشيطان عليك؛ لبعدك عن الله وارتكابك المعاصي، واسترسالك مع الوساوس، واستسلامك لها، وعدم مجاهدتك نفسك في تركها والإعراض عنها، وقد بينا مرارا وتكرارا أن أفضل علاج للوساوس بعد الاستعانة بالله هو الإعراض عنها، وعدم الاكتراث بها، ولا الالتفات إلى شيء منها، وانظر الفتوى رقم: 51601، والفتوى رقم: 70476.
وما فعلته لا يعد كفرا، وإنما يعد فسقا، فعليك أن تتوب من هذه المعاصي، ومن التفريط في الصلاة فإنها عمود الدين، وننصحك بالكف عن هذه الوساوس وعدم التفكير فيها؛ لسوء عاقبتها عليك، وكان الأولى بك أن تسأل عن المخرج من وقوعك في مشاهدة الحرام وفعله، فإن هذه المحرمات لها من الأضرار الدينية والدنيوية على الشخص ما لا يخفى، فهي تؤدي إلى ارتكاب الفاحشة وتميت القلب وتقسيه.
فالخلاصة أنك لا تزال على الإسلام، وأن اغتسالك بنية الدخول في الإسلام اغتسال غير صحيح فلا تغتسل بهذه النية مرة أخرى، وأن عليك التوبة من مشاهدة الحرام وفعله.
وللفائدة يرجى مراجعة الفتاوى التالية أرقامها: 27224، 2862، 23208.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني