الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم وجود أثر تراب على الجسد بعد الغسل والوضوء

السؤال

حدث معي الآتي: اغتسلت من حيضي، وأثناء الغسل دلكت جسدي جيدا بالماء والصابون، وبعد أن انتهيت من الغسل عدت وفركت أجزاء من جسمي، فوجدت أوساخا سوداء تخرج، وقد كانت كثيرة من عدة أجزاء من الجسد، فهل غسلي باطل؟ وأيضا عند الوضوء وغسل القدم قد يكون بها الكثير من التراب، وعندما أغسلها ثلاث مرات للوضوء لا تكون نظيفة تماما، لأنني إذا عدت وغسلتها مرة أخري فسيخرج منها التراب، فما الحكم في الحالتين؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فبالنسبة للسؤال الأول: مادمت قد عممت جسمك بالماء، فإن وجود تلك الأوساخ الناشئة عنه لا يضر، ولو فرض أن لها جرما يحول دون وصول الماء، وغسلك صحيح، قال الإسنوي: يتصور صحة الوضوء والغسل وعلى بدنه شيء لاصق به يمنع وصول الماء إليه يقدر على إزالته، ولا تجب عليه الإعادة، وصورته في الوسخ الذي نشأ من بدنه وهو العرق الذي يتجمد عليه، فإنه لا يضر، بخلاف الذي ينشأ من الغبار، كذا ذكره البغوي في فتاويه، وهو متجه. انتهى.

وأما عن السؤال الثاني: فقد بينا في الفتوى رقم: 267847، أن التراب إن كان خفيفا لا يمنع وصول الماء إلى البشرة فيجزئ الوضوء مع وجوده.
وأما إن كان يمنع من وصول الماء للبشرة مثل الطين، فلابد من إزالته، وعليه فما ذكرته السائلة يظهر أنه من النوع الأول الذي لا يضر، وبالتالي فالوضوء صحيح ـ إن شاء الله ـ وننصحها بالحذر من الوساوس، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 209590.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني