الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استقدام الأبوين لمنزل الزوجية ومعارضة الزوجة.. الحلول المقترحة

السؤال

تزوجت من فتاة رغم عدم اقتناع والدتي التام بها إلا أنها باركت الزيجة فقط لترضيني، ولدي شقة بمنزل العائلة، ونظرا لظروف عملي خارج القاهرة لم أقطن بها منذ زواجي حتى تغير الوضع واضطررت للمكوث بها، وتتعمد والدتي إيذاء زوجتي لفظيا والتدخل في أغلب تفاصيل حياتها الزوجية الخاصة، بينما زوجتي لم ترد لها الإساءة مطلقا ولكنها فقط تسمع وتسكت وتشتكي إلي في المساء، ولم أتدخل بل لم ألم والدتي في شيء إطلاقا وأعد زوجتي بالبحث عن سكن آخر، وبالفعل تم ذلك خلال شهر واحد فقط، لأن الشكوى كانت يومية، مع العلم أنني عندما تركت منزل العائلة أرجعت ذلك لظروف العمل وليس بسبب المشاكل، حتى لا أجرح مشاعر والدتي، والآن أسكن بإحدى البلاد العربية وأزور مصر مرة واحدة في السنة أنا وزوجتي، وأتعمد عند زيارة والدتي أن أكون دائم التواجد في حال وجود زوجتي مع والدتي، لأتفادى حدوث المشاكل لأنني لا أريد أن أواجه والدتي أبدا حتى لا أجرح مشاعرها، حيث ترى أن كل أفعالها تجاه زوجتي طبيعية جدا وأن الشخص الذي لا يراها طبيعية هو شخص حساس وغير طبيعي، والآن زوجتي تتضرر من نظرات أمي لها، ولكنها تبدي لها كل علامات الاحترام بينما لا ترى أمي أنها تؤذي زوجتي على الاطلاق وبالتالي، فهي تتعامل معها بطريق طبيعية، والآن تريد أمي وأبي زيارتي في البلد الذي أقطن فيه، وهذا معناه أن الإيذاء سيستمر منذ الصباح الباكر وحتى عودتي من العمل بعد 12 ساعة، وهو الأمر الذي لا تستطيع زوجتي استيعابه لمدة يوم واحد، وهي تعارض بشدة هذه الزيارة وتطلب التعلل برفض تأشيرات الدخول من قبل حكومة البلد الذي أقطن فيه، فهل لي الحق أن أمنع هذه الزيارة بهذه الطريقة حتى أحافظ على حياتي الزوجية وعلى العلاقة الحالية بين والدتي وزوجتي التي تبدو في ظاهرها طبيعية جدا؟ أم ألبي رغبة والدتي في هذه الزيارة حيث أعلم جيدا افتقادها لي، كما أنني أفتقدها، وليحدث ما يحدث بعد ذلك؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به هو أن تتفاهم مع زوجتك وتنصحها بالصبر والتحمل هذه المدة، ولو تطلَّب ذلك منك أن تعوضها بشيء من الهدايا أو نحوها استجلابا لموافقتها ورضاها بأن يقيم أبواك معها تلك المدة، فإن أصرت على الامتناع وكان في إقامة أبويك معها ضرر عليها، فإنه لا يلزمها ذلك، وحينئذ فيمكنك استقدام أبويك وتوفير مكان خاص بإقامتهما، فإن تعذر هذا، فاعتذر لهما عن استقدامهما مستعملا في ذلك ما أمكن من المعاريض التي فيها مندوحة عن الكذب، واحرص على رضاهما وبرهما بما أمكن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني