الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الصفرة والكدرة بعد رؤية القصة البيضاء

السؤال

أنا فتاة دورتي غير منتظمة، وآخذ دواء لجعلها منتظمة، وجاءتني الدورة بتاريخ 12/28 ثم رأيت الخيط الأبيض بتاريخ 1/5 فاغتسلت، وبعد ذلك -لا أذكر هذا جيدا- بأيام قليلة كانت تنزل مني كدرة، وخيط وردي، لا أذكر متى كان هذا، واعتبرته استحاضة، ولحد الآن تاريخ 1/17 لا يزال ينزل مني دم.
فهل ما فعلته كان صحيحا، حيث إني لم أغتسل سوى بعد رؤيتي للخيط الأبيض، واعتبرت ما بعده استحاضة؛ لأنني صراحة لا أظن أنه كان حيضا، ولا أذكر التفاصيل جيدا؟
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد بينا مرارا ما تعرف به المرأة انقطاع الحيض، ودخولها في الطهر، وانظري الفتوى رقم: 118817، وبينا أحكام الصفرة، والكدرة وأنها تكون حيضا في مدة العادة، وكذا إذا كانت متصلة بالدم، ولا تكون حيضا في غير ذلك، وانظري الفتويين: 117502، 134502.

وبناء على هذا، فما دمت رأيت إحدى علامتي الطهر، وهي هنا القصة البيضاء التي سميتها الخيط الأبيض؛ فإن ما جاء بعد ذلك من صفرة، أو كدرة لا يعد حيضا، إلا إذا كان في مدة العادة.

كما أن هذا الدم الذي قلت عنه: "ولحد الآن تاريخ 1/17 لا يزال ينزل مني دم.." لا يمكن اعتباره من الحيضة السابقة؛ لأنه بإضافته إليها تزيد عن خمسة عشر يوما التي هي أكثر الحيض، ولا يمكن اعتباره حيضا جديدا؛ لأن ما بينه وبين الحيضة السابقة لم يبلغ طهرا كاملا. وراجعي الفتوى رقم: 279772.

وبالتالي، فقد تبين أنك مستحاضة، والواجب على المستحاضة أن ترجع إلى عادتها السابقة إن كانت لها عادة، وإن لم تكن لها عادة: فإن كانت تميز صفات دم الحيض بلونه، أو ريحه، أو غلظه، فما رأت فيه هذه الصفات فإنها تعتبره حيضا إن كان يصلح لذلك، وما ليس كذلك يكون استحاضة.

وإن لم تكن لها عادة، ولا تمييز: فإنها تجلس بالتحري من كل شهر ستة أيام، أو سبعة على غالب عادة النساء من أهلها، ثم تغتسل بعد ذلك وتكون فيما بقي من الشهر مستحاضة.

وراجعي في تفصيل ما ذكرناه، وغيره من أحكام الاستحاضة الفتوى رقم: 156433، والفتوى رقم: 100680، والفتوى رقم: 118286

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني