الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

ما هي النميمة؟
وإن تحدث شخص عن شخص آخر بأن فيه عيبا، مثلا إن قال عنه إنه يكذب، واعتمد في قوله على حادثة معينة، وذهبت لذلك الشخص، وقلت له إن فلانا قال عنك إنك تكذب بسبب هذا الحادث، فإني في هذه الحالة بين أمرين:
الأول: لعل الشخص ينظر في نفسه، ويترك الكذب.
الثاني: أن تأخذه العزة، ويقطع ما بينه وبين ذاك الشخص.
فهل هذه نميمة؟ وما هو التصرف الصائب في مواقف مثل هذه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالنميمة عرفها الغزالي -كما في الإحياء-: بأنها كشف ما يكره كشفه سواء كرهه المنقول عنه، أو المنقول إليه، أو ثالث، وسواء كان الكشف بالقول، أو الكتابة، أو الرمز، أو الإيماء أو نحوها، وسواء كان المنقول من الأقوال، أو الأعمال، وسواء كان عيبا أو غيره، فحقيقة النميمة: إفشاء السر، وهتك الستر عما يكره كشفه. انتهى.

والنميمة محرمة، بل هي كبيرة من كبائر الذنوب، وسبق لنا بيان ذلك في الفتويين: 98686، 38304، وما أحيل عليه فيهما.

ولا يسوغها ما تأمله من رجوع المبلغ الكاذب -إن كان كاذبا حقا -عن كذبه، فالمفسدة المترتبة على إبلاغه، أكبر بكثير مما تأمله، مع أنه من الممكن أن ينبه على خطورة الكذب، وما ورد فيه من نهي، وتحذير، وذم من غير أن يكون ذلك عن طريق النميمة، وقد بينا متى تباح النميمة بالفتوى رقم: 120486، وانظر الفتوى رقم: 112691.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني