الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قد تتأخر إجابة الدعاء لحكم عظيمة

السؤال

هل يلزم عندما أدعو بقولي: "يا رزاق، ارزقني هذه الفتاة التي أحببتها، واجعلني أخطبها وأتزوجها في أسرع وقت ممكن" أن أنتظر إجابة الدعاء، أو أسعى لها لكي يستجاب دعائي؛ لأنني عندما أقرأ قصص الصالحين حين يدعون الله أجد أنهم لا يسعون، ويستجاب لهم؟ وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فلا يلزم حصول المدعو به في أسرع وقت، فقد تتأخر الإجابة لحكم عظيمة، بل وقد يعوض صاحبها عما أراده بما هو أفضل له عاجلًا، أو آجلًا، وكنا قد ذكرنا شيئًا من ذلك، ومن الحكم فيه في الفتوى رقم: 152151، وهي بعنوان: دعاء المؤمن لا يرد، فراجعها.

وما قرأته في قصص الصالحين يحصل لهم، ولغيرهم، وقد يحصل لكثير من الصالحين تأخر الإجابة لحكم كثيرة، كما ذكرنا، بل بعض دعاء الأنبياء لم يستجب، وهم سادات الأولياء، والصالحين، ففي مسند الإمام أحمد من حديث بريدة قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بودان قال: مكانكم حتى آتيكم، فانطلق، ثم جاءنا وهو ثقيل، فقال: إني أتيت قبر أم محمد، فسألت ربي الشفاعة، فمنعنيها.

وعن خباب بن الأرت قال: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة فأطالها، قالوا: يا رسول الله، صليت صلاة لم تكن تصليها، قال: أجل إنها صلاة رغبة، ورهبة، وإني سألت الله فيها ثلاثًا، فأعطاني اثنتين، ومنعني واحدة، سألته أن لا يهلك أمتي بسنة، فأعطانيها، وسألته أن لا يسلط عليهم عدًوا من غيرهم، فأعطانيها، وسألته أن لا يذيق بعضهم بأس بعض، فمنعنيها. رواه الترمذي، والنسائي.

وانظر الفتويين رقم: 182159، ورقم: 193279.

ولا بد لك من الأخذ بالأسباب، كما بينا في الفتوى رقم: 79614.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني