الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحذر من ضياع الوقت فيما لا ينفع

السؤال

أنا مدمن على الإنترنت ومع كثرة فتحي للمواقع يصادفني بعض المرات مواقع خليعة فأمر عليها وأشعر بتقزز منها ولا يثير فيّ أي شيء ولكن عندي حب الاستطلاع لأي شيء وخاصة ما يصادفني في الإنترنت، فأرجو إفادتي بالجواب الشافي والمحدد ، وماهوحجم الذنب الذي أرتكبه أنا وما هو كفارته؟ وشكرا لكم...

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا يجوز لمن دخل على شبكة المعلومات "الإنترنت" الدخول على المواقع التي تنشر الفحش والعري والتهتك وكل ما لا يرضاه الله تعالى من الأقوال والأفعال، فلا يجوز القصد إلى ذلك ابتداء، ومن عرض عليه شيء من ذلك دون قصد منه فعليه أن يتقي الله تعالى ويصرف بصره كما أنه يجب عليه إغلاق هذا الموقع، ثم إن تطلع النفس إلى رؤية مثل هذه الأشياء مدخل من مداخل الشيطان لفتنة القلب، والأخذ بصاحبه، إلى الوقوع في الزنا والفواحش، وقد قال الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [النور:21].
وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، النفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك أو يكذبه.
فالواجب على الأخ السائل إن وقع في شيء مما ذكر في السؤال أن يتوب إلى الله تعالى، فيقلع عن ذلك، ويندم على ما فات، ويعزم على عدم العودة إليه في المستقبل، وليس هنالك كفارة محددة في الشرع لذلك؛ إلا أن الواجب التوبة النصوح.
ثم إننا ننبه إلى وجوب البعد عن الدخول إلى شبكة المعلومات إذا كان لا يستطيع التحكم في نفسه لأن ما لا يتم ترك الحرام إلا بتركه فتركه واجب، وإن كان يستطيع ضبط نفسه في ذلك فليحذر تضييع كثير من الأوقات في الاطلاع على الإنترنت وليستغل وقته فيما هو أنفع له في دينه ودنياه، كما أننا نرشده إلى أن يقتصر على المواقع النافعة التي تفيده في ذلك وما أكثرها، ومن ذلك هذا الموقع الطيب المبارك، بإذن الله تعالى، سائلين الله تعالى لنا وللأخ السائل التوفيق والسداد في القول والعمل.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني