الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما يلزم عند الشك بأن صاحب الوليمة لم يدفع للمطعم

السؤال

هل أنا مدين لشخص بسداد فلوس أم لا؟
الآن أنا دائما أخرج مع أصدقائي لأي مكان -مثل :المقهى- وعند دفع الحساب في نهاية اليوم يقوم واحد منا ويقول: أنا عازمكم لا أحد يدفع للمقهى أي فلوس. والآن عندي شك كبير بأن هذا الشخص لم يدفع للمكان أي حساب ويتهرب، فهل أنا أمام الله مدين يجب أن أدفع ما عليّ من مشروبات أم ثمن هذه المشروبات في ذمة الشخص الذي قال: أنا عازمكم؟ هذا الموقف يتكرر كثيرا، وأريد أن أعرف رأيكم.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنخشى أن يكون بك شيء من الوسوسة في هذا الأمر، وإذا كان كذلك فلا تلتفت إلى تلك الشكوك والأوهام، ولا شيء عليك فيما ذكرت إذا كان صاحبكم يعزمكم على المطعم، وهو الذي يتولى معاملة صاحب المعطم أو القهوة، فيطلب لكم على أن الثمن عليه فلا شيء عليكم، وهو المطالب بدفع الثمن، وإذا لم يدفعه فينصح بأداء ما عليه.

وأما لو كان المقصود أن كلا منكم يطلب لنفسه، ويقول أحدكم لصاحب المطعم إن ثمن ما أخذتم عليه، فهذه كفالة، ولا تبرأ ذممكم إلا بدفعه عنكم.

وكذلك ما إذا كان كل من يطلب لنفسه على أنه سيدفع الثمن، ثم يقول أحدكم: لكم ثمن ما أخذتم علي سأدفعه لصاحب المطعم، دون أن يخبر صاحب المطعم بذلك، فهذا وعد منه بالدفع عنكم، وإذا علمت أو غلب على ظنك أنه لم يدفع عنك، فحينئذ يلزمك سداد ما أخذته، ولا يكفي قوله لك إنه قد تحمل ثمن الحساب؛ فهو مجرد وعد لم يفعله، وتبقى ذمتك مشغولة بالحق حتى تؤديه أو يؤديه صاحبك عنك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني