الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجها لا يقوم بحق الزوجية ولا تستطيع الصبر

السؤال

أنا امرأة متزوجة منذ عشر سنوات، بدأت مشكلتي منذ خمس سنوات؛ حيث أن زوجي لا يقربني إلا نادرا أو بعد إلحاح مني، وزاد الأمر خلال آخر سنتين، قد تمضي أشهر طويلة دون جماع مع حاجتي الملحة له، وقد مضت سنة كاملة دون أن يقربني، وقد حادثته كثيرا وألححت عليه كثيرا حتى أخبرني أنه لا يشعر بأي رغبة جنسية تجاهي، وأنه يشعر بالقرف من جسمي؛ حيث أنني سمينة بعض الشيء، وأنه لن يقربني أبدا إلا بعد أن أنحف، وأخبرته أنه لا بأس بأنني سأنقص من وزني، ولكنني لا أستطيع الصبر على ذلك لفترات طويلة، وأني أصبر بما هو فوق طاقتي إلى أن أرتكب بنفسي إثما فأندم وأعود فأحادثه أنني لا أستطيع أن أصبر، وأنني أرتكب بنفسي إثما ولكن دون جدوى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الزوج مطالب شرعا بأن يحسن عشرة زوجته كما أمره ربه تعالى بذلك، قال سبحانه: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا {النساء:19}، والوطء حق للزوجة على زوجها حسب رغبتها وقدرته كما بين ذلك أهل العلم، وتجدين كلامهم هذا في الفتوى رقم: 29158، فنوصيك بالصبر ودعاء الله عز وجل أن يلهم زوجك رشده وصوابه، وما ذكره من السمن ليس مسوغا لترك القيام بهذا الحق، فهو بين أمرين: أن يعاشر بمعروف أو أن يفارق بإحسان، وأما تركه إياك على هذا الحال فنوع من الظلم لا يرتضى منه.

ويجب عليك الحذر من أن يدفعك هجر زوجك لك إلى الوقوع في شيء مما حرم الله تعالى من الفواحش، بل اتقي الله واصبري وسلي الله العافية، واعملي على شغل نفسك بما ينفعك من أمر دينك ودنياك، وبكل ما يعينك على العفاف، وراجعي لمزيد الفائدة الفتوى رقم: 103381، وفي نهاية المطاف إذا ضاق بك الحال معه، وتضررت بالبقاء في عصمته على هذا الحال فأنت في سعة من أن تكوني معه في هذا الحرج، فانظري في طلب الطلاق منه، فلعلك إن فارقته أن ييسر الله عز وجل لك من هو خير منه، قال الله سبحانه: وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا {النساء:130}، قال القرطبي في تفسيره: أي: وإن لم يصطلحا، بل تفرقا، فليحسنا ظنهما بالله، فقد يقيّض للرجل امرأة تقر بها عينه، وللمرأة من يوسع عليها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني