الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس القراءة والشك في مخارج الحروف

السؤال

أنا ممن ابتلي بوسواس النطق ـ عافانا الله وإياكم ـ وأحاول أن أجد طريقة صحيحة وسهلة علي للقراءة، وسؤالي هو: هل يصلُح نطق أول آية من الفاتحة بالشكل التالي: بسمِ اللهْ ألرّحمنْ.. ألرّحيمْ ـ بسكتات ما بينهن وتغيير الحركات بتسكين آخر الحروف من كل كلمة: الهاء والنون والميم؟ وأيضا بنطق همزة قطع في ابتداء كل من الرحمن الرحيم، كما هو موضح أعلاه، وأيضا الآية الثالثة بالمثل: الرحمن الرحيم؟.
2ـ في التشهد: وعلى عباد اللهِ الصالحين ـ هل يصلح نطقها بتسكين الهاء في لفظ الجلالة ونطق همزة قطع في بداية الصالحين ـ وعلى عبادِ اللهْ ألصّالحين؟.
وجزاكم الله خيرا، ونفعكم ونفع بكم.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل المولى سبحانه أن يشفيك من الوسواس، إنه سميع مجيب، واعلم أنه يتعين عليك علاج هذا الوسواس، وإلا فستظل في حرج ومشقة لا قبل لك بهما، وأفضل ما تعالج به هذا الداء العضال هو تجاهله، والإعراض عنه بالكلية، فهذا من أنفع ما تُعالج به الوساوس، ولتراجع الفتوى رقم: 51601.

وإذا فعلت هذا وتجاهلت ما يوسوس لك به الشيطان، فاقرأ بشكل طبيعي دون تفطن في الكيفية التي تخرج بها الحروف ودون تكلف في ذلك، ولا تلتفت للشكوك والوساوس التي ستهجم عليك بأنك قد أخطأت في الكلمة الفلانية، أو لم تنطق الحرف الفلاني بشكل صحيح، وتابع قراءتك حتى تنتهي، وبهذا تكون قد قرأت بشكل صحيح ـ إن شاء الله ـ وتكون أيضا ساهمت في علاج نفسك من هذا الوسواس، ومع مرور الزمن وتطبيق ما سبق تذهب عنك الوساوس ـ بإذن الله تعالى ـ أما الكيفية التي سألت عنها: فليس فيها لحن يحيل المعنى، وبالتالي لا تبطل بها الصلاة، إلا أنها ليست من الهدي النبوي في شيء، ولا يخفى ما فيها من التكلف والتنطع، وهذا كله مذموم، قال ابن القيم رحمه الله: ومن ذلك الوسوسة في مخارج الحروف والتنطع فيها، ونحن نذكر ما ذكره العلماء بألفاظهم: قال أبو الفرج بن الجوزي: قد لبس إبليس على بعض المصلين في مخارج الحروف، فتراه يقول: الحمد، الحمد، فيخرج بإعادة الكلمة عن قانون أدب الصلاة، وتارة يلبس عليه في تحقيق التشديد في إخراج ضاد المغضوب، قال: ولقد رأيت من يخرج بصاقه مع إخراج الضاد لقوة تشديده، والمراد تحقيق الحرف حسب، وإبليس يخرج هؤلاء بالزيادة عن حد التحقيق، ويشغلهم بالمبالغة في الحروف عن فهم التلاوة، وكل هذه الوساوس من إبليس، إلى أن قال: والمقصود أن الأئمة كرهوا التنطع والغلو في النطق بالحرف، ومن تأمل هدي رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وإقراره أهل كل لسان على قراءتهم، تبين له أن التنطع، والتشدق، والوسوسة في إخراج الحروف ليس من سنته. انتهى.

فعليك ـ إذن ـ إن كنت تريد طريقة صحيحة وسهلة للقراءة أن تقرأ وفق ما ذكرنا لك، وأن تترك هذا التكلف والتفطن في مخارج الحروف وما أشبه ذلك.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني