الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

فضيلة الشيخ العلامة أطرح عليك هذا الموضوع وقلبي يلتهب ناراً من المعاصي والذنوب، سيدي فضيلة الشيخ أنا طالب خريج ثانوية عامة، وكنت ذكيا جداً ولكن لا أقول ابتلاني الله بمشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية، وإنما من نفسي والشيطان عملتها فأنا أشعر كل ما مارستها بذنب، ولكن من كثر ممارستي لها لم أعد أبالي بأي شيء أفعله، وكانت لي منحة إلى أمريكا لإكمال دراستي الجامعية، وفشلت في اللحظة الأخيرة، وكذلك كندا وفشلت، هل صعوبة الأمور من ذنوبي هذه التي اقترفتها يدي؟ وأشعر بنسيان كل شيء ولم أعد أطيق الحياة بسبب هذه الأشياء، فأرجوك ادع لي بالهداية، وأشر علي ماذا أعمل لكي أبتعد عنها وترجع لي ذاكرتي التي كنت أتمتع به؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك الهداية، ثم اعلم أن ما يصيب العبد من المصائب إنما هو بسبب ذنوبه ومعاصيه، كما قال تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:30}، وقال بعض السلف: ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة، فعليك بالتوبة النصوح التي تستدرك بها ما فرط منك من الذنوب والمعاصي، وتستجلب بها توفيق الله لك في أمورك كلها، ومما يعينك على هذه التوبة الاجتهاد في دعاء الله تعالى، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، ومما يعينك عليها كذلك مجاهدة النفس والاجتهاد في مخالفة الهوى، وستنال معونة الله إن أنت بذلت وسعك في هذه المجاهدة، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}، ومما يعينك عليها كذلك تخير الصحبة الصالحة والبعد عن رفقاء السوء، فإن صاحب السوء يصدك عن الله تعالى وعن طريق مرضاته، نسأل الله لنا ولك الهدى والسداد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني