الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم من حنث في يمينه فشرع في الصوم ثم علم بوجوب الترتيب في الكفارة

السؤال

كنت قد حلفت سبع مرات على قضية واحدة، وكنت أعلم أن الكفارة إطعام عشرة مساكين، أو صوم ثلاثة أيام، ولكني كنت أجهل شرط الترتيب، وكنت أجهل أيضًا أن الحلف على قضية واحدة أكثر من مرة، يلزم منه كفارة واحدة فقط، وترتب على هذا أني نويت صيام 21 يومًا، فصمت 12 يومًا منها، ولكني علمت بشرط الترتيب خلال الـ 12 يومًا ولا أدري متى علمت بالتحديد، فمن الممكن أن يكون في بدايتها، أو وسطها، أو نهايتها، ولكني نويت إكمالها لأني بدأت فيها، وعلمت بالكفارة الواحدة على الحلف المتكرر للقضية الواحدة في نهاية الـ 12 يومًا، فماذا أفعل كي يقبل الله كفارتي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فما ذكرته من شرط الترتيب في الكفارة، ومن عدم تعددها إن كانت الأيمان على شيء واحد صحيح، وانظر الفتويين التالية أرقامهما: 203458، 139430.

وعليه، فإن كان تكفيرك بالصوم قد وقع في وقت عندك فيه من المال مقدار ما تكفر به، وكان فاضلًا عن حاجتك اليومية، وحاجة من تجب عليك نفقته، فصيامك هنا غير مجزئ عن الكفارة، ولا بد من إعادتها بالإطعام، أو الكسوة.

أما إذا كنت في ذلك الوقت لا تستطيع إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم: فإن ما فعلته من الصيام يكفي, بل هو زائد عن المطلوب، فنرجو أن يكون نافلة مقبولة عنك.

وانظر الفتوى رقم: 214255، ففيها تفصيل وبيان كلام أهل العلم حول تحديد الحالة التي يعتبر فيها الحانث عاجزًا عن الإطعام، والكسوة، فيجزئه الصيام، والوقت الذي يعتبر فيه هذا العجز.

ولا أثر للتفاصيل التي ذكرت فيما تقدم .

وإن كفرت ثم حلفت ولو على نفس الشيء، فعليك كفارة أخرى تكفرها على النحو الذي ذكرناه.

وبهذا تكون قد علمت ما يجب عليك بشأن الكفارة المترتبة عليك كي تبرأ ذمتك منها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني