الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تفسير قوله تعالى: إني آنست نارا

السؤال

في سورة القصص ذكر الله قصة النبي موسى ـ عليه السلام ـ إذ آنس نارا فذهب إليها ليقتبس منها، ثم كلمه الله هناك، فلماذا اختار الله النار بالتحديد ولم يختر نورا ساطعا غير النار؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد رجح جمع من المفسرين أن موسى رأى نورا، ولكنه حسبه نارا، قال ابن كثير: لما أتاها رأى منظرًا هائلا عظيمًا حيث انتهى إليها والنار تضطرم في شجرة خضراء، لا تزداد النار إلا توقدًا، ولا تزداد الشجرة إلا خضرة ونضرة، ثم رفع رأسه، فإذا نورها متصل بعنان السماء، قال ابن عباس وغيره: لم تكن نارًا، إنما كانت نورًا يَتَوَهَّج ـ وفي رواية عن ابن عباس: نور رب العالمين. اهـ.

وقال القرطبي: قال ابن عباس ومحمد بن كعب: النار: نور الله عز وجل، نادى الله موسى وهو في النور، وتأويل هذا أن موسى ـ عليه السلام ـ رأى نورا عظيما فظنه نارا. انتهى.

وقال البغوي: قال أهل التفسير: لم يكن الذي رآه موسى نارا، بل كان نورا، ذكر بلفظ النار، لأن موسى حسبه نارا، وقال أكثر المفسرين: إنه نور الرب عز وجل، وهو قول ابن عباس وعكرمة، وغيرهما. انتهى.

وقال الشنقيطي: أكثر أهل العلم على أن النار التي رآها موسى نور، وهو يظنها ناراً، وفي قصته أنه رأى النار تشتعل فيها وهي لا تزداد إلا خضرة وحسناً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني