الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الدال على الشذوذ لا يأخذ كل أحكام مقترفه

السؤال

في هذه الأيام أصبحت أغلب الفتيات معجبات بالفرق الموسيقية، وفي الغالب نرى ثنائيا من الشواذ فيها، فيعجبن بعلاقتهم ويقمن بكتابة الروايات عنهم المسماة: بالفانفيكشن ـ ويمكنكم البحث عنها لترون ما يقمن بكتابته عن هذه الثنائيات الشاذة، فهل حكم دعم هذه العلاقة نفس حكم اللواط؟ وهل دعمهم يعتبر من الكبائر؟ لأن الناس يستدلون على أن له نفس حكم اللواط بأن زوجة لوط عذبت نفس عذاب قومها بسبب أنها دعمتهم على هذا الفعل، والجميع مشكك في حكمه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا نعرف معنى: الفانفيكشن ـ كمصطلح على وجه التحديد، ولكن كلمة: fan= عشق، أو إعجاب، ونحو ذلك، فالكلمة تدور حول الإعجاب، وقد بينا حكم الإعجاب بين الفتيات، وأحواله في الفتوى رقم: 44429، وتوابعها.

وكل ما يعين على المعصية أو يشيعها وينشرها فهو محرم، لكن لا يلزم من تحريمه أن ترتب عليه جميع أحكامها، فلا تصل عقوبة الإعانة على الزنا مثلا أو اللواط إلى حدهما، مع أن الجميع محرم، فإن بلغ الأمر المسؤول عنه حد السحاق، فالسحاق محرّم باتفاق العلماء وقد عدّه ابن حجر الهيتمي من الكبائر، وانظري الفتويين رقم: 9006، ورقم: 115052.

وأما عن زوجة لوط عليه السلام: فقد أورد ابن الجوزي عن ابن عباس قال: ما بغت امرأة نبي قط، إنما كانت خيانتهما في الدِّين، كانت امرأة نوح تخبر الناس أنه مجنون، وكانت امرأة لوط تدل على الأضياف، فإذا نزل بلوط ضيفٌ بالليل أوقدت النار، وإذا نزل بالنهار دخنت لتعلم قومه أنه قد نزل به ضيف. انتهى.

فكان هذا من أسباب هلاكها مع قومها، ولا يعني هذا اشتراكها معهم في تمام حكم الخبث الذي يمارسه القوم، فالفاعل آثم، والدال آثم، ولكن لا يستويان، ولذلك يُحد اللوطي، دون الدال، ويُحد الزاني دون القواد، وإنما يُعزر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني