الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا مبتلى بمرض الوسواس القهري، وتبت إلى الله من ذنوب ارتكبتها، وبعد التوبة أحس بالاطمئنان، ولا ألبث أن أحس بالقلق، والشك، مثل أنني لم أندم على ذنوبي، أو أنني لم أتب من أجل الله عز وجل، ومن ثم، فتوبتي تكون غير مقبولة، فأعيد توبتي مرات ومرات، ونفس الشيء، علمًا أنه لو عاد الوقت إلى الوراء فلن أعيد ارتكاب تلك الذنوب، وسأصحح الخطأ، فهل هذا هو الندم؟ فبسبب الوسواس اختلطت عليّ الأمور فلم أعد أفرق بين الحقيقة والوهم. أجيبوني -جزاكم الله خيرًا-.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالحمد لله الذي تاب عليك من هذه الذنوب، وعليك أن تحسن ظنك بربك سبحانه وتعالى، وتعلم أنه أرحم بعبده من الأم بولدها، وتجتهد في توفية شروط التوبة، والاجتهاد في العمل الصالح، فإن الحسنات يذهبن السيئات، ودع عنك الوساوس، ولا تسترسل معها، فربما كانت من كيد الشيطان لك، ومكره بك، يريد بها أن يحول بينك وبين العمل الصالح، وأن يوقعك في القنوط من رحمة الله ـ والعياذ بالله ـ ولبيان حقيقة الندم انظر الفتوى رقم: 127242.

والذي نظنه أنك ـ إن شاء الله ـ قد تبت توبة صادقة -نسأل الله أن يقبلها-، فعليك أن تجتهد في إصلاح عملك، وتكثر من فعل الحسنات، وتستمر في ترك تلك المعاصي -نسأل الله أن يوفقك لكل خير-.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني