الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين الدين والدراسة

السؤال

أنا أريد ترك الدراسة والتفرغ للدين والمحاضرات وجماعات التبليغ لأنني عندما أذاكر دروسي قدرة الاستيعاب عندي ضعيفة جداً لدرجة أنني أجلس على الكتاب الواحد أربع ساعات وغيري في نصف ساعة مع أنني أذاكر الأربعاء والخميس والجمعة مع العلم بأنني طالب في الثانوية العامة ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإننا لا ننصحك بترك الدراسة والتفرغ -كما تقول- للمحاضرات والعبادة؛ لأنه لا تعارض بين الدين والدراسة، فالدين دعا إلى العلم وحثَّ عليه وجعل طلبه عبادة لله تعالى، فقال الله سبحانه: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ [الزمر:9].
وقال تعالى: وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طـه:114].
وقال تعالى: يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [المجادلة:11].
وقد أخرج الترمذي وأحمد وغيرهما من حديث زر بن حبيش أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يطلب.
ولا شك أن هذه الآيات وما ورد كذلك من الأحاديث تتنزل ابتداءً على طلب العلم الشرعي؛ لأنه أفضل العلوم وأشرفها، ولكنها تشتمل كذلك العلوم الدنيوية النافعة التي فيها خدمة للأمة وإعانة لها على أمور دينها ودنياها.
وما ذكرته من عدم الاستيعاب أو ضعفه لا يستدعي ترك العلم، بل على الطالب المجاهدة والمثابرة، وكلما تعب الطالب في تحصيل العلم كان ذلك أثبت لمعلوماته.
وعليك بالدعاء وكثرة الاستغفار، فإن ذلك يجلي القلب ويكشف غمته ويجعله مهيئًا لاستقبال العلم. وقد كان ابن تيمية رحمه الله إذا صعبت عليه مسألة استغفر الله تعالى ألف مرة أو أكثر ، قال: فيفتح الله عليَّ فتحاً عظيماً.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني