الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تُعاب المرأة بحرصها على الزينة إن استعملتها بالضوابط الشرعية

السؤال

ما رأيكم بهذا الكلام: "أؤمن أن الفتاة تغدو أجمل إذا تخلت عن المكياج؛ فحينها تكون قد أسقطت أهم نقطة ضعف عند الأنثى، ألا وهي: الجمال.
وعندها تبدو الثقة بالنفس في أحلى صورها، حين لا يملي عليها أحد رأيه بشأن لبسها، أو وجهها كي تكون كيفما شاء.
إنها الحرية من أفكار الناس.
الحرية من آرائهم.
ومن تعليقاتهم عن السطح دون الجوهر.
السطح الرخو الذي قد يذهب بأي حادث، أو مرض، فلا يبقى لصاحبته شيء بعده.
بينما الجوهر باق مزدهر، يزداد جماله مع صبره على تكالب المصائب والمحن.
هذه قناعتي بعيدًا عن الحكم الديني، أو المخاطر الطبية، أو غيره.
وهي تذكير لي قبل غيري.
وشكرًا" علمًا أن كاتبته تقول: إن نيتها كانت محاولة فك عقدة الجمال عند صديقاتها -خصوصًا اللواتي يتأثرن بسرعة بأقوال الناس، وتزداد بعدًا عن الحجاب بسببهم- لتستطيع بعدها دعوتهن للحجاب.
لكن بعد نشرها للكلام بفترة أحست بأن قلبها لم يعد مرتاحًا له، كجملة: "لا يملي عليها أحد" فهي بالتأكيد تقصد أحدًا من الناس، ولم يكن قصدها الله، والدليل أنها ذكرت في النهاية أن هذا الكلام كتبته بعيدًا عن الحكم الديني، في إيحاء إلى أن في المكياج محاذير دينية، لكن بعدها لم تعد مقتنعة تمامًا بهذا، وأصبحت تظن أنه ربما فهم أحدهم الأمر فعلًا كما كتب حرفيًا، لا أحد يعني لا ناس، ولا شرائع.
لذلك تسألكم: ما المحاذير التي ارتكبتها فيه؟ وإن أرادت تصحيح كلامها فهل يلزمها أن ترسل لكل من أعجبت بالمنشور رسالة تخبرها بالتصحيح أم يكفي أن تعيد نشر التصحيح على العام فقط؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالعبارة المذكورة لا تفيد عدم التزام الشرائع، أو حكم الله، أو نحو ذلك، بل في السياق ضد ذلك؛ فهي تقول: إنها الحرية من أفكار الناس.
الحرية من آرائهم.
ومن تعليقاتهم.

فلا تحتاج في هذا الجزء إلى توبة، ولا إيضاح -إن شاء الله-؛ فالكلام بيّن.

وننبه على أن المرأة لا تُعاب بحرصها على الزينة، طالما استعملتها بالضوابط الشرعية، وهذا شيء قد فطرت عليه؛ قال تعالى: أَوَمَنْ يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ {الزخرف:18}، قال ابن كثير: المرأة ناقصة، يكمل نقصها بلبس الحلي منذ تكون طفلة، وإذا خاصمت فلا عبارة لها، بل هي عاجزة عيية، أو من يكون هكذا ينسب إلى جناب الله -عز وجل-؟! فالأنثى ناقصة الظاهر والباطن، في الصورة والمعنى، فيكمل نقص ظاهرها وصورتها بلبس الحلي، وما في معناه؛ ليجبر ما فيها من نقص. انتهى.

وجاء في تفسير الجلالين: {أومَنْ يُنَشَّأ فِي الْحِلْيَة} الزِّينَة.

يقول د. محمد إسماعيل المقدم في محو الأمية التربوية: حتى الطفلة... تذهب للمرآة، وتأخذ زينتها، وتأتي باللعب التي فيها أدوات الزينة، وهذه الأشياء كلها، لماذا؟ انتهى.

فالكلام المذكور، قد يحمل المرأة على ألا تتزين لزوجها، أو تتزين وهي ترى في ذلك نقصًا عليها، فلتنتبه صاحبته لذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني